في رحاب الملحون المغاربي
اهلا وسهلا بكل الزوار يسعدنا تواجدكم معنا في منتدى رحاب الملحون المغاربي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

في رحاب الملحون المغاربي
اهلا وسهلا بكل الزوار يسعدنا تواجدكم معنا في منتدى رحاب الملحون المغاربي
في رحاب الملحون المغاربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
في رحاب الملحون المغاربي

في رحاب الملحون المغاربي

 تاريخ الملحون وموطنه الجغرافي الاول بقلم الباحث الأستاذ عبد الجليل بدزي Screen69

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

تاريخ الملحون وموطنه الجغرافي الاول بقلم الباحث الأستاذ عبد الجليل بدزي

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

وحي القلم


عضو جدير بالاحترام
عضو جدير بالاحترام

  السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أرجو من الله أن يرفع مقته وغضبه عن الأمة وأن يردنا إليه ردا جميلا، إنه على ما يشاء قدير وبالاستجابة جدير.
أيها الإخوة الكرام:
لم يدر بخلدي في يوم من الأيام ـ ومذ فتحت عيني على الملحون ـ أنه سياتي يوم أصرح فيه بأن الملحون مغربي، وأجد معارضة من طرف أحد، ذلك أن كل الأبحاث التي عالجت الموضوع سواء من داخل المغرب أو خارجه، ورجالات الملحون المغربي وأشياخه، والمهتمين به يصرحون بالإجماع أن الملحون إبداع مغربي لا يجادل فيه، وعلى هذا تربينا ونشأنا، ونحن نعرف أن هذا الفن خرج من بيئته الأصلية، وغزا أقطار عربية أخرى كالجزائر ومصر وتونس وغيرها من الدول العربية، وبهذا فرغم تأكيدنا على مغربية هذا الفن، إلا أننا لا نحتكره ونلغي إنجازات ومساهمات الدول الأخرى في هذا الجانب، فللجزائر الشقيقة ملحونها وأشياخها، ولهم أسبقياتهم على مستوى التلحين والإنشاد، والكثير من أشياخهم زاروا المغرب وعاشوا فيه مدة طويلة، وأخذوا على شيوخ مغاربة في فترة من فترات الزمن الماضي، وهي أمور لا ينكرها أحد، ومعروفة للخاص والعام.
ومعارضة الأشقاء الجزائريين لهذا الطرح المتعلق بأصل الملحون ومغربيته شيء أستطيع أن أفهمه، ولن يثير قلقي ولا حفيظتي، اعتبارا من أن باحثيهم يسعون إلى نفي هذه الصفة التاريخية عن الملحون، وأنه ليس مغربيا، وكل من يقول بهذا الطرح، فهو يسعى إلى احتكار الملحون، وهذا حقهم لا أنازعهم فيه، شريطة أن يبحثوا بجدية وإخلاص، لكن عندما تطالبهم بأدلتهم، يواجهونك بأن الأبحاث التي جرت حول الملحون كانت عبارة عن تخمينات ولم تُرَاعِ قراءة النصوص واستنطاقها، ويردفون قائلين بأننا سنحاول أن نهتم بملحوننا، ونستنطق نصوصه عوض اهتمامنا بالملحون المغربي، وينطلقون في تصوراتهم تلك من أن أول من كتب قصائد الجفريات هو سيدي لخضر بن خلوف الجزائري، الذي اطلع على كتاب الجفر ل..... على كل حال الحكاية معروفة، على أنني وإن كنت لا أريد الدخول في أي جانب من هذا الكلام ولا أريد أن أناقشه الآن لأسباب عديدة ليس هذا موقع طرحها، إلا أنني أعود لأطرح على أشقائنا الأسئلة التالية:
بالله عليكم كيف تعارضون رأيا بدون أدلة؟ مشيرين إلى أن الدليل سيوجد عندكم مستقبلا بعد مناقشة القصائد وقراءتها قراءة سليمة لتخلصوا منها إلى نتيجة وتاريخ، فهل هذه طريقة في البحث الرصين؟، شخصيا أرى أن أي واحد له حق الاعتراض على ما لا يراه صوابا، لكن حتى لا يكون الاعتراض عبثيا، عليه أن يقدم بين يديه أدلة مقنعة، ويكون متوفرا عليها.
مسألة أخرى، هل أسبقية لخضر بن خلوف للكتابة في الجفريات، تقوم دليلا على أن أول من كتب الملحون كان جزائريا؟ فنحن إن سلمنا جدلا بما يقول به الإخوة هناك حول هذه الأسبقية، فذلك ليس موقع خلاف بيننا، نحن نتحدث عن أول من قَصَّد القصائد، وربما نعود حتى أبعد من القرن التاسع، لنجد قصائد مغربية ملحونة تختلف في البناء بشكل بسيط عما استقر عليه شكل القصيدة في النهاية، إن الجواب عن هذه القضية هو ما يعطينا أصل الملحون ومولده وبيئته، دون أن ننسى أن قصائد لخضر بن خلوف جاءت كاملة البناء مكتملة على الشكل الذي نجد عند معاصريه، فهل من المنطقي أيها الإخوان أن يولد فن لأول مرة بذاك النضج؟، المسألة كما لو كنا نقول أن إنسانا ولد رجلا مكتملا، ولم يمر بمرحلة الطفولة ولا الشباب، وهذا شيء لا يتماشى مع المنطق.
ثم تعالوا بنا أيها الباحثون الأشقاء، ندقق في قضية أخرى، وهي تدور حول بحر من بحور الملحون هو مكسور الجناح، وتقولون بأن أول من اخترعه هو لخضر بن خلوف، فهل تستطيعون أولا أن تعرفون لنا ما الذي تقصدونه بمكسور الجناح؟، إن لسؤالي ما يبرره، ذلك أنكم تقولون أن دليلكم على ذلك كون لخضر بن خلوف هو أول من كتب في قياس "العوادي"، وهنا تختلط على أي متلقي الأمور، حيث ما علاقة قياس "العوادي" ببحر "مكسور الجناح"؟، "العوادي" هو اقياس (6/10) من بحر المبيت، وأن أول من وضعه هو لخضر ابن خلوف، وقد جدده سيدي عبد العزيز المغراوي بقلبه لقياس (10/6)، وكتبت فيه كثير من القصائد، فما علاقة هذا بمكسور الجناح؟ المرجو أن نوحد المصطلح حتى نعرف عن أي شيء نتحدث، وعلى كل حال أقول لكم أشقاءنا بأن هذه الخلافات لا تفسد للود قضية إذا نحن تحلينا بالمنطق والروح الرياضية، ونستغل هذه النقاشات في تطوير الجانب الثقافي بيننا بعيدا عن الشتم والقذف والتعصب وتصفية الحسابات الشخصية، ذلك أن العلم يتطلب التجرد والنزاهة ويبتعد عن تصفية الحسابات الشخصية والمماحكات السجالية التي تسعى إلى إخراس المخالف عوض إقناعه.
على أنني وإن عُورضت فكرتي حول تاريخ الملحون من طرف الأشقاء الجزائريين، اعتبرت ذلك صحيا، رغم تذمري من الكلام اللامسؤول الذي واجهني به الأخ الذي رد على رأيي في المسألة كما ادعى، لكن الشيء الذي اندهشت له واعتبرته غير صحي بالمرة، وغير طبيعي على الإطلاق، هو تعامل بعض المغاربة مع هذا النقاش وردت فعلهم اتجاهه، ذلك أن هناك من بادرني بطلب الدليل على صحة ما أقول، وكأنني أقول أمرا شططا، والحالة هذه أن أصغر فرد في حضيرة الملحون، يعرف كتابات أساتذتنا الباحثين الذين أطرونا وكلهم يقولون بهذه الفكرة، وليس هناك بديلا عنها عند أي أحد بالدليل وإلى الآن، ولما ارتفعت أصوات معارضة تقول بأن الملحون ليس مغربيا، جاء بعض مواطنينا ليطالبني أنا بالدليل على ما أقول، وهذا لا يوجد في أي منطق، حتى في العقيدة الإسلامية، فالفقهاء يقولون: "الأصل في الأشياء الحل، والحرمة طارئة لعلة"، وعليها أقيس وأقول، "أصل الملحون المغرب، وهذا الشائع، ومن قال غير هذا فهو من عليه أن يقيم الحجة ولست أنا".
والأكثر غرابة، هو سكوت السواد الأعظم من الباحثين والمنتسبين للميدان وأشياخ الملحون بكل أصنافهم، بل وحتى الجمعيات والدوائر المسؤولة التي تردد بشكل ببغائي أن الملحون ديوان المغاربة، كل هؤلاء سكتوا عن هذه المسألة وكأن الأمر لا يعنيهم، وهو فقط ـ كما يظنون ـ يدخل في خانة الصراعات الشخصية، إلا ما كان من بعض الأقلام الحرة والواعية التي تصدت بكل ما أوتيت من صوت وقوة لهذه المهزلة، ومنهم من ساندني على صفحتي، ومنهم من راسلني وأشكر الجميع على كل حال، وأدعوهم إلى الانخراط في البحث بجدية في هذا المجال الذي حولته غالبية الجمعيات إلى فضاء للفرجة وشرب كؤوس الشاي، والتمجيد التملقي لمن يستحق ولمن لا يستحق، حتى تساوى عندنا الغث بالسمين.
وبمناسبة الحديث عن الجمعيات، أشير هنا وبالتحديد إلى جمعية مراكشية تقول بانتسابها لهذا الوطن، والدفاع عن موروثه الحضاري، وتأخذ منحا ومساعدات من أموال الشعب من أجل هذه الغاية، هذه الجمعية كانت الجمعية الوحيدة على المستوى الوطني التي بادرت إلى نشر رد الأخ رضوان بما فيه من تقزيم لموقفي وتكذيب لفكرة أن الملحون مغربي، وكأني بهم يتبنون موقفه، ويساندونه في رأيه، أنا لا أحجر عليهم، لهم أن يقولوا ما يريدون، ويتبنون المواقف التي يريدون، فهم أحرار في جمعيتهم والصفحة التي تمثلها وتنطق بصوتها، لكني أقول لهم، لو كنتم حقيقة ديمقراطيين ومنصفين وأصحاب حق ومواقف ومبادئ وثقافة، كنتم تنشرون موقفي إلى جانب موقف الأستاذ رضوان الذي أجابني، حتى يسمع الناس ما أقول أنا أيضا ويتبنون الرأي الذي يريدون، لكن مع الأسف أنكم كشفتم عن نواياكم السيئة، وفتحتم قلبكم الحاقد لتصفية حسابات شخصية قزمية على حساب إرث وطني عظيم، وقضية وطن، تتعلق بهويته وقيمه ومبادئه، لقد ابتعدتُ عن مساجلتكم لا جبنا ولكن ترفعا، حيث وجدت أنه ليس لكم ما تقدمون في مواقف مثل هذه سوى الشتائم والسباب الناتج عن حقدكم الدفين، والذي لا تحسنون منه إلا ما كان عنصريا أو ساقطا، فأنتم لستم أهل فن ولا ثقافة ولا فكر ولا حتى مستوى تعليمي يؤهلكم لكي يحاوركم الإنسان الند للند، هذا هو الموقف الذي اخترته وتمسكت به، لكن انتمائي واعتزازي بوطني، فرض علي أن أكسر هذا الطوق بيني وبينكم، وأطلب منكم أن تعودوا لرشدكم، أو ليتحدث إليكم حكماؤكم ويرجعونكم عن غيكم قبل أن يقودكم جهلكم إلى إدخال تلك الجمعية في متاهات لا تقل عما وصلت إليه من سقوط من خلال تسييركم،  فقد تسببتم بضرر كبير لها بمحاصرة شرفائها وإبعادهم عنها، والآن أنتم تتاجرون بوطنيتها على رؤوس الأشهاد، مما يجعل قولة: "يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعل العدو بعدوه" تنطبق عليكم انطباق الجلد على الجسد، وكما أسلفت لكم القول، لقد سقطتم سابقا في مجال الأخلاق بدعمكم لفاسق ماسوني وتدعيم خربشاته الساقطة والبعيدة عن كل القيم والأعراف، كذلك سقطتم اليوم في مادة الوطنية باختياركم الانحياز لجانب الأطروحة المناهضة لتاريخ الملحون كإرث حضاري وطني يختزن العديد من مقومات الهوية المغربية الناصعة البياض، وسنعود بحول الله لاحقا لنرى إنجازاتكم في المجال من خلال عملكم الجمعوي هذا.   
  وفي ختام تدوينتي هذه، أرجو من كل مثقفي هذه المدينة الحمراء أن يعوا مسؤولياتهم، وأن جلوسهم وراء حواسبهم لساعات، لا ينبغي أن يكون من أجل العبث والخوض في الأمور الغير مجدية، حيث عمل مثل هذا لن يسير بالمدينة وتراثها إلا إلى الحضيض، ولنا عبرة في مشكلة استبدال مدينة مراكش بمدينة الرباط كعاصمة للثقافة الإفريقية، والسبب واضح جدا، حيث غياب كلي للأنشطة الثقافية الجادة، فلا مسرح ولا مهرجانات الأغنية ولا لقاءات ثقافية، اللهم إلا ما كان من زجل (تاقديرت)، والتمسح بأعتاب الأضرحة في إطار فكر شعوذي أكل عليه الدهر وشرب، ومهرجانات العبث ولقاءات المسخ، فهل هذه هي مدينة مراكش التي كانت مسقط رأس عمالقة الفكر والعلم والمسرح والشعر والقصة... الذين كانوا يؤثثون فضاءاتها؟، ثم أتساءل أيضا مع الباحثين في أدب الملحون وعلى رأسهم أكاديمية المملكة المغربية، ما هو موقفكم الصريح مما يجري؟ هل الملحون تراث مغربي الأصل والنشأة؟ أم أن هناك رأي آخر لا تفصحون عنه؟، أرجوكم لقد وصل وقت الحسم، ولا نريد الاختباء وراء مواقف متذبذبة من قبيل قول البعض بأن الملحون مغربي وجزائري، ويبقى في موقف الوسط، هو شيء لا يحبذه حتى الأشقاء الجزائريون الذين يريدون الحقيقة، ولا يريدون منا أن ننافقهم، ونقول عكس ما نضمر، نريد الإفصاح بشجاعة المثقف الأدبية عن الموقف، فكلنا يعلم أن هناك ملحون بالمغرب كما أن هناك ملحون بالجزائر، ولنا أشياخنا ولهم أشياخهم، لكن أفصحوا بارك الله فيكم، من الأسبق في الوجود؟ وفي أي موطن كانت المحاولات الأولى؟ حتى لا نتيه مع السراب؟، أما بالنسبة لي فأعلنها صراحة وأقول: الملحون أدب مغربي بالتاريخ وبالجغرافيا، ومن له غير عذا فليتفضل بإفادتنا به بالدليل مشكورا، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك ملاحظة لا بد من العودة إليها وتتعلق بمقالي السابق الذي ختمته بقولي: والسلام على من اتبع الهدى، فجاءتني ملاحظة من أخ عزيز على القلب يعاتبني قائلا، لا أريد أن تختم كلامك هكذا، وأنا إذ أشكرك أخي سيدي عبد الرحمن، ـ أقول لك وأنت لا تعرفني إلا صادقا ـ بأنني لم أكن أقصد بتلك العبارة ما كان يفهم منها في العهود الأولى للإسلام والمسلمين، ذلك أنه حرام علي أن أتهم أحدا في عقيدته بمنطوق أحاديث نبوية، ولكنني قصدت بالهدى طريق الرشاد الثقافي، أي طريق الصواب عندما يكون الكلام منسجما مع المنطق، أما بالنسبة لي مهما حدث من خلاف، ومهما وصلت حدته، فلست مخولا أن أحكم على أحد بأنه مسلم أو غير ذلك، والدليل هو أن السياق الذي جاءت فيه سياق ثقافي وليس ديني، مع صادق متمنياتي للجميع بالصحة والعافية وطول العمر.

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى