في رحاب الملحون المغاربي
اهلا وسهلا بكل الزوار يسعدنا تواجدكم معنا في منتدى رحاب الملحون المغاربي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

في رحاب الملحون المغاربي
اهلا وسهلا بكل الزوار يسعدنا تواجدكم معنا في منتدى رحاب الملحون المغاربي
في رحاب الملحون المغاربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
في رحاب الملحون المغاربي

في رحاب الملحون المغاربي

 قراءة في قصيدة "قلعة يعروب" للشاعر احمد سهوم  Screen69

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

قراءة في قصيدة "قلعة يعروب" للشاعر احمد سهوم

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

في رحاب الملحون المغاربي


عضو نشيط
عضو نشيط

[list=messageList]
[*]

الصورة للهرم الملحون

الشيخ الحاج أحمد سهوم


 قراءة في قصيدة "قلعة يعروب" للشاعر احمد سهوم  ----------------copie-3
 




[*]

بقلم شماس نورالدين





قراءة في قصيدة "قلعة يعروب"

للشاعر احمد سهوم


عرف العالم العربي في العقد الأخير من القرن الذي ودعناه ومستهل الألفية الثالثة انتكاسات مريبة وتراجعات رهيبة. فاللحظة التاريخية التي تعيشها الأمة العربية، صرخة مدوية في الوجدان العربي لمراجعة الذات القومية بهدف إرساء بنية جديدة لها وتأصيل أسس متقدمة من الوعي للتعرف على بواعث الهزائم التي أصبحت قدرنا، والارتقاء عبر الوعي ذاته إلى تجاوزها والانتصار عليها. وما حدت في العراق كان زلزالا بكل المقاييس يتطلب منا جميعا إجراء مراجعة نقدية شاملة للبحث عن أسس العلل التي جعلتنا نعيش هذا المسلسل المذل والمهين من النكسات والانكسارات والهزائم.

وقد عودنا شاعر الملحون دائما على حضوره القوي ومواكبته المستمرة للأحداث الجسيمة التي يتعرض لها العالم العربي والإسلامي. فمن احتلال نابليون لمصر إلى القضية الفلسطينية، ما فتىء شاعر الملحون يتفاعل مع القضايا القومية. وكمساهمة من حاضرة الملحون أطل علينا شاعرها الأول أحمد سهوم برائعته " لبابه " يحلل فيها بوعي الوضعية الراهنة للعالم العربي.

سمات شاعرية

الحاج احمد سهوم شاعر ملتزم كرس حياته يكتب للأمة المغربية والعربية. فهو لم يقل الشعر لمجرد القول، إشباعا لشهوة، أو تطلبا لشهرة، ولم يتصنعه كبعضهم تصنعا، حتى يقال عنه أنه شاعر جيد. الشعر عنده وحي وإلْهام تتأتى أسبابهما عفويا، فإذا كان الشيء الذي يتفاعل في قراره، أو الخلجة التي تختلج بين جنباته أو الشرارة التي تجتاح باله فإنه يفزع إلى وسيلته التي لاندحة له عنها، فيصور هذا كله بإخلاص قصي المدى ويعبر عنه بما يتاح له من ثقوب الرؤيا، ووضوح الفكرة، ومثانة السبك. شعره خفيف على اللسان عند إلقائه، وعلى الأذن عند سماعه. وذلك راجع إلى حسن انتقائه للكلمات وحسن رصفه للتركيب وحسن توليده للمعاني وجمال أخليته، واخْتياره للكلمات في ضوء طول المقاطع وقصرها، بحيث تنسجم الكلمة المختارة بحكم تركيبها المقطعي مع نوع الغرض الذي سيقت من أجله. كما أن شعره صورة لنفسه وعقْله، صورة لأناس خالطهم وشاركهم، ومن تم وعى تناقضاتهم وطموحاتهم. صورة لتجاربه في الحياة وما اكتنفها من أهواء ومعضلات. كل هذا جعل منه شاعر ملحون من الدرجة الرفيعة. وكيف لا والشعر عنده:

دفْقَ مَنْ فيضْ غْريزْ

فالشُّعورْ اوْ باشْ ما شْعَرْ

يَتْدَفَّقْ في حْروفْ تَجْمَعْ عِبارة

...قَبْضْ الرّيحْ اوساعْتْ اِيظْهَرْ

يَشْعَلْ في كُلْ دَرْبْ للناسْ مْنارة

قَبْلْ الْحَرفْ الشِّعْرْ كانْ

يَتْماوَجْ بينْ بْنادَمْ لَخْرَسْ

يَسَّرْ لُه لَعْسيرْ





الجوانب البلاغية في القصيدة:

القصيدة من النوع الثاني للقصيدة الملحونة وهو المعروف بمكسور الجناح"مرمة" البسيط "بَلْكْراسى"، قياس: قصيدة "لشراف الحسنين" للغر ابلي. هذا القياس من القياسات الطروبة في مكسور الجناح. تتركب القصيدة من 10 أقسام و "سارحتين"، قافيتها باء.

تقول لازمتها:

جينا لاَ عَنْدَكْ ناوْيِين نَلْقاوْ هْنا لحْبابْ

هُما صَدّوا وَبْيوتْنا تْهَدّوا بابا يا بابا واشْ هَدْ الْمَكْتوبْ

القصيدة تطرح هما مؤْرقا، بوضوح متألق، قد يغمض في بعض جوانبه، لكنه الغموض المحبب في الشعر، الغموض _ البوح:


ما نَعْرَفْ لاَشْ اُو باشْ جاتْني سالَمْ حَلْ البابْ

قَفْزاتْ لْدِهْني هاكْداكْ بالسُّؤالْ أو ليجابا والْحاجبْ مَقْطوبْ

خَرَّجْ كَفارة سالمْ أو دْعنْ باشْ حَلّْ الْبابْ


تطغى على النص الحروف المهموسة، كما أن حروفه تتألف خاصة المتقاربة المخارج، أغلب حروف النص باء، لام، ميم، تاء ، راء، وغرض القصيدة يتطلب تكرار هذه الحروف. وقد توفق احمد سهوم في طرحه وعرف كيف يستحوذ على مشاعر المتلقي، وكيف يخاطبه، ويلقي في قلبه وعقله ما يريد أن يبثه من مشاعر وأحاسيس، دون أن يعتمد التهويشْ العاطفي، ولا الزخم الانفعالي اللذين سريعا ما تخمد حدتهما ويفقدان إثرهما في نفس القارئ بعدما يغادر القصيدة، فقد اعتنى سهوم بالصورة الفنية:


بتْْنا مْعَاهْ فَ الدّارْ اُو باقا تَتْريبْ

سَقْطَتْ سارْيا عنْ غارَبْ

والسّورْ باتْ كا يَتْرايَبْ

والطّوبْ كايْسَرْسَرْ حاصبْ

أو طالتْ الغياهَبْ

والمتاعبْ

والْمْشاغبْ

والشيخ آكُرْحْته اتْوَهَّنْ ما جاوَبْنا

مْنينْ قُلْنا بابايابابا

واش هذْ الْمَكْتوبْ


كما استخدم التلوين العاطفي من نداء واستفهام، إلى جانب ذلك وظف فن الطباق البلاغي في جدلية نشاهدها في الحياة والتي لا تقوم حياة إلا بها: النهار، الظلام، الصبح، الليل. كما أن القصيدة قائمة ومرتكزة على ثنائية الماضي والحاضر غير أنه قلب المعادلة فأصبحت عنده الثنائية حاضر وماضي، حاضر مدفون في الليل والدمار والخراب والانسلاخ والاستلاب والضياع:



صَمْتْ الدّْجى تْفَتّتْ وَتْشَتَّتْ بالنْحيبْ

ياشومْ ليعتي الدّْروبا

ظَنّيتْ كُلّْها مَخْروبا

وبْحالْ دارْنا مَنْكوبا

هَذْ الْقْضى عْجوبا

طاحْ بْنوبا

بْلا رْطوبا


وماضي جميل يحيلنا عليه في محاولة لإعادة هيكلة بناء الحاضر على نسق تجمع بين متطلبات الحداثة والتشبث بالهوية والانتماء.


مَنْ شافْ كيفْ كانتْ دارْ الشيخْ النْجيبْ

...

نَتْفَكْروا الصّيبا والتَّجْريبة للي قْريبة

...

مَ فاقْ ابْعَيْبُه غيرْ منْ اسْتَيْقَظْ قالتْ لُبابة

للنّهْظة مَطْلوبْ

وَسْلامي لَلّي عارفين هدْ الْواقعْ سلابْ

وَابْغاوْا اخْلاص ايْغَيْروهْ هَلْ لَفْكارْ الْوثابة

وِيْصَلْحوا لَعْيوبْ


كما استخدم أسلوبْ الاستفهام الذي يصدر عن تلهف، وحسرة، وأسلوب التمني. ومن المحسنات البلاغية استخدم التشبيه، والجناس، والأمثال، والرمز. فهو عند تضمينه للمثل الشعبي " ميت العصر مايدي ما ايجيب " لم يقصد بالموت معناه الحق وإنما رمز به لموت النخوة والإباء وموت الضمير. أما العصر فليس المقصود وقت الصلاة، وإنما الزمان وقد جمع نقيضين الموت والزمن.


مَنْ ماتْ من الْعَصَرْ ما يَدِّي ما ايْجيبْ

منْ ليلْتْ الْغْبَنْ لَكْهيبا

حياتْ ما عْليها هيبا

وَبْدون طَعْمْ وَبْلا طيبا

عُنْوانْها الْخيبا

والتغْريبا

اوِْكُلّْ عَيْبا


محاورة وتفاعل

قصيدة "لبابه" وثيقة كشف للذات العربية، وقصة مجتمع بأسره يمر بمرحلة إجهاض بعد عملية مخاض عسيرة، من خلالها يحلل بوعي ودقة وضعية المجتمع العربي، ويحدد مواطن الضعف فيه ويكشف أسباب العجز العميقة فيه،فهي مشروع محاورة وتفاعل. محاورة للذات العربية وتفاعل مع المعطيات الراهنة، وتجاوز للظرف أو الواقع الراهن ومحاولة الوصول إلى الواقع الممكن.

وَصْبَحْ فَالدّارْ صْباحْنا ارْمادي غالقْ مكْهابْ

كانْ صْباحْ بْلا شَمْسْ كانْ ضَيْمْ اُو كانَتْ كَـأبا

وما منْ لَكْرؤبْ

وتْشاوَفْنا بَعْدا.. وَعْرَفْنا... وَالْبَاقي يرْآبْ


وقد تبنى سهوم محور الوصف الواقعي الفوتوغرافي النقدي في جل جوانب الواقع العربي وعلى جميع الأصعدة.


جينا مْعَ اللّيلْ اوكان سْفَرْنا اصْعيبْ

رَحْنا مْوَهْنينْ مْنَ التّعْبْ

مْسَهْسْهين دزْنا فَالدّرْبْ

حتى الْدارْ رجعتْ خْرَبْ

وَخْزينْها تَنْهَبْ

والشيخ جْدَبْ

كَيْحَبْحَبْ

وَدْهَشْنا كُلْنا ...افْزَعْنا...وَنْطَقْنا كامْلينْ قُلْنا

بابا يا بابا واشْ هد الْمَكْتوبْ


ولم يركز تعليله للأحداث من خلال رؤية دينية قدرية تواكلية استسلامية، وإنما شحن قصيدته بتعليلات موضوعية ودقيقة لعوامل مباشرة لهذه الوضعية المزرية.


تَيَّهْنا مَلْعوبْ

جاوْا شْقارَة لَهْنا اوفْرَحْنا قُمْنا للتّرحابْ

قالو مُكْتَشفينْ كُلْهُمْ أوقالوا نقَّابا

تركوني مسلوبْ

قالو رحّالة جايْلينْ قالوا سيّاحْ الْبابْ

قالوا بحّاتة برْ وَ الْبْحَرْ والصّحْرى والْغابة

بَالْعلْمَ الْمَطْلوبْ

أو تْمَسْكْنوا حَتّى تْمَكْنوا وَابْدا لاسْتِلابْ

سَحْرونا ...جَلْبونا .. وجَيْحونا كانوا غَلّابة

مارحموا مَغْلوبْ


إطلالة من نوع خاص

سبق لشاعرنا أن وقف على الأطلال غير أن وقفته هذه تكتسي صبغة خاصة، فهو اول شاعر ملحون يُخرج الوقوف على الأطلال من دوره الرومانسي الباكي إلى دور الإنتماء الأصيل القادر على تحمل المسؤولية.


ألينْ أَوِينا باقْيينْ سيسانْ صْحاحْ صْلابْ

رَجْعوا للدّارْ اوْ شَمْروا لَلْبْني شَرْعوا منْ دابا

مايَنْفَعْ لَهْروبْ

ألَخوتْ ألَحْبابْ ياهل الغيرة يالَصْحابْ

للَّهْ ألْحَدْ اتْلاموا أو وَلليوْا الْدارْ اعْرابة

في قَلْعَتْ يَعْروبْ

جا وَقْتْ الْجِدْ آهْلْ الجِدّية تركوا لَعْتابْ

واسْتَعَدّوا لَلْجِدْ لا تْقولوا بابا يا بابا

واش هد المكتوبْ


ولم يقف على الأطلال من خارج الحدود وإنما من داخلها.

جينا مْعَ الليلْ أو كانْ سْفَرْنا صْعيبْ

كما انه لم يقف عند الإطلال بل على الذات العربية من خلال الشيخ والعائدين. فالشيخ يظهر في النصف الأول من القصيدة في مرحلة متوترة من الضياع والتمزق وقد امتلأت نفسه اقتناعا بالغضب والرفض، ولكنه بقي عاجزا عن فعل أي شيء حتى عن الإجابة كلما سؤل، وكأنه ينتظر من السائل أن يخلصه من هذا الواقع. ومن خلال العائدين من سفر شاق ومضن، تحت ستار الليل.

بل إن درجة الحس المأساوي في قصيدة لبابه جعلت منه صوتا خاصا: "وتْكون اسْتِحابة للعلمْ الْمَوْهوبْ " هذا الصوت يختلط فيه الألم والأمل، وفيه دمدمة تثير الصخب وذات هدير يعكس الصدى ويترامى به عبر الأفاق حتى يوائم هيبة المعاناة. وفيه صلابة نفاذة تقلق الأذن ثم ترغمها على الإصغاء، فهو صوت من رأى رؤى وأحس بالمأساة


صاغونا كيفْ بْغاوْنا يْشَرّدْنا لاِغْتِرابْ

كان الإحباط أو كانت ارّْزِيّاتْ اوِْ كان الْوابا

وَانْهالوا لَكْروبْ

واعْتانَقْنا ما جاوْا بيهْ لينا دونْ اسْتيعابْ

تَمّاكْْ اخْرَجْنا مَنْنا الْفينْ نْعيشوا غُرابة

نَجْريوْا للْغُروبْ

وَ الْهوية بَدْوايْرْ الدّْوايَرْ وَلاتْ سَرابْ

أو لِنْتِماء اهْشاشْ وَانْسابْ اقْوالْ النّسّابة

فَتْراجَمْ لَكْتوبْ


يذكرني سهوم هنا بقولة للمؤرخ توينبي قال فيها: أن الغرب القوي المتحضر سيحمل الشرقيين على تقليده وسيأخذون عنه كل شيء.


دْرِيدْكَة

القصيدة يمكن تجزئتها إلى جزأين كل جزء يقابل الأخر الحاضر والماضي، فسهوم عندما اطلعنا في الشق الأول من النص على حالة قلعة يعروب وما آلت إليه من ضياع ودمار وتمزق وخراب، نجده في الشق الثاني يذكرنا ويطلعنا على ما كانت عليه في السابق وكيف كان الشيخ الذي رأيناه في الجزء الأول في حالة من الضياع والتمزق:


مَنْ شافْ كيفْ كانت دارْ الشيخْ النْجيب

اسْقوفْها الْحُرْ فْلَخْشَبْ

ونْقيشْ وَ تْراخَمْ تَخْلَبْ

وَرْخامْ فَالْحْنوكْ أو لَعْتَبْ

والشيخْ كان لَمْكبْ

اوْ تَيَرْكَبْ

كُلْ مَرْكَبْ

باشْ يْخَلي الدارْ تَبْقى فَوْقَرْها

لا لَلِّي يْنادي بابا يا بابا

واشْ هَذ المكتوبْ

شماس نورالدين

سلا في 12\06\2007


[/list]

https://almalhon.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى