الشعر الشعبى فى الجزائر و كيف وضع فى سجن و كيف اختزلووه ـــ الباحث الشيخ خالد شهلال

....

.....الجزائر ...و ما ادراك ما الجزائر قارة سواء كان هذا المفهوم ثقافيا او فنيا او حتى فى العادات و التقاليد لو نتجول فى الجزائر من شرقها الى غربها و من شمالها الى جنوبها تحس و كانك تتجول و تنتقل من دولة الى اخرى ..من بشار الى سوق اهراس تتغير كل العادات و القتاليد و الفنون و الاداب و كذا الامر من العاصمة الى تمنراست و من ادرار الى قالمة او ميلة اوتيزى وزو سكيكدة بحيث احيانا تجد مدينتين لا يفصل بينهما الى 100 كلم و تجد كل شىء مختلف ...ما اجمل وطننا و ما اوسعه ثقافيا و فنيا و لهذا السبب تكالبت عليه كل القوى الاستعمارية و مازالت لحد الان

اليوم يهمنا نوع من انواع الادب الا و هو الشعر الشعبى او الملحون و هنا افتح قوس و اقول ..سانشر مقال عن كل ما قيل فى الفرق بين الشعر الشعبى و الشعر الملحون لان البعض و ما اكثرهم لا يفرقون بينهم ....قلت ما يهمنا اليوم الشعر الشعبى و الله من المؤسف ان نرى اليوم من يتكلم عن الشعر الشعبى و ينصب نفسه عارف و ملم و ينتقد و يصحح و يقول انا فى الشعر الشعبى ..و هو لا يعرف حتى شعراء الجزائر و انواع الشعر الشعبى فى الجزائر و لا حتى تاريخ هذا النوع الادبى ....و الغريب انه يجهل او يتجاهل ..لالالا لنقوول يجهل ان للشعر الشعبى فى الجزائر مدارس و كل مدرسة بخصائصها ..خصائص اللهجة و خصائص النطق و بالتالى الوزن و الايقاع و حتى التراكيب

اذا .لابد من التجوال و التثقف اولا لكى نتكلم عن الشعر الشعبى فى الجزائر ..لاننى احيانا تصلنى اصداء من هنا و هناك و اسمع ان من يقول ان شعراء المنطقة الفلانية لهم عيب فى الوزن او يزنون الشعر بالطريقة هذه او تلك ....و هنا انه يريد ان يزن كل شعر الجزائر و مدارسه على شعر مدرسة معينة فقط ..لانه كبر مع شعر منطقته او الشعر العربى المكتوب بالفصحى فقط و اراد ان يصبح القطب او المحور ..هذا مفهووم ..لا اريدة ان يكون كاالاعمى الذى شفى فى يوم ما و رجع اليه البصر فراى فارا ..فاار...و بعد لحظة عمى من جديد ...فاخذ يزن كل ما تسمعه اذنه على الفار ....مثلا يقولون له ..طائرة كبيرة ...يقول لهم هل اكبر من الفار او اصغر ..و هكذا ...اذا لكل منطقة خصائصها فى ترجمة مشاعرها شعريا ...و الكل يجتهد فى تراث منطقته و هكذا يكون الثراء الثقافى و التنوع الذى يميز الجزائر و عندما اقول هذا ابرر ....هل كل شعراء الجزائر يعرفون الشيخ بن دباح القسنطينى و كيف يكتب من فحول الشعر الشعبى فى الجزائر هل كل شعراء الجزائر يعرفون محمد بن سماعيل و لكبابطى ..و هل كل شعراء الجزائر يعرفون ثراث بن قيطون و السماتى و باللخضر و بن طريبة ..و هكذا ..مدارس مختلفة من واد سوف الى بشار الى ادرار ...اذا يا اخوان قضية الاوزان هى ضبط كتابة المنطوق اولا ..تعلموا كتابة المنطوق فى قالب وزنى ..تتحصلون على شعر شعبى موزون بخصائص كل منطقة ...و كفانا فوضى الاشياء و اذا اردنا ان نوسع النظرة و نقول اننا قبل كل شىء لابد من معرفة ثقافة الشعر الشعبى عامة بنظرة مغاربية لكى نموقع شعرنا هل القينا نظرة على الشعر فى تونس و اوزانه وعلى الشعر فى المغرب واوزانه و ليبيا و موريطانيا لكى نعرف خصائص شعرنا و نعطيه حق ابعاده و تنوعه ...لا اظن حصل هذا ...و الغريب اننا اليوم مدعوون لكى نمتثل الى طريقة هذا او ذاك لكى نزن شعرنا ههههههههههه غريبة و الله ...لا يوجد مرجع فى الاوزان كل منطقة صحيحة فى اوزانها طلما تكتب بمنطوقها و بلهجتها و لا مجال للكلام عن المتحرك و الساكن و السبب و الوتد و الزحافات و العلل هذه المصطلحات تاسست عندما توحدت اللغة العربية و تفصحت فى كل المناطق و الاقطار العربية يعنى توحدت الثقافة الشعرية العربية ...بحيث ..اذا اراد الجزائرى ان يكتب فى الفصيح فلابد ان يتخلى عن عاميته و يستحضر قوانين الشعر المعروفة و يكتب لكى يقراها الفلسطينى و العراقى و اللبنانى طالما لهم نفس القواعد نفس الشيىء ينطبق على العراقى و الاردنى و السعودى ..اما الشعبى فلكل بلد خصائصه نظرا لاختلاف اللهجات و هذا ما يزيد فى جمالياته

اذا لسنا ملزمين ان نتبع فلان او علان فى الاوزان و التراكيب و الايقاعات و هذه حقيقة و من يقول عكس هذا ..فاظن انه لا يعرف الجزائر و خصائص شعرها ..

لابد ان نعرف كل انواع الشعر الشعبى فى الجزائر قبل الكلام على القوانين ..اما ان نحاول ان نمحور كل الملحون الجزائر على منطقة و قوانينها فهنا اننا ندعوا ان تتخلى كل منطقة على جماليات منطوقها و تنسهر فى خصائص منطقة واحدة ...دعوا الشعر الشعبى جزائرى و بجماليات نكهات لهجته و ايقاعاته فلست ملزما ان اتبع قانون اخر لكى لا اتعدى على خصوصيات الناس .لدى منطق لهجتى و طريقة وزنى و ايقاعاتى درستها فى مدرسة منطقتى ....و اسعى لكى اتعلم خصائص المدارس الاخرى و اتعلمها و اكون سفير لمنطقتى و احاور سفراء المناطق الاخرى ليعرف الشاعر الجزائرى كل مدارس وطنه فى الشعر الشعبى

انا ملزم لكى اعرف السماتى و بن كريو و بوعلام بالطيب و و بن دباح و بن سماعيل و البوداوى و بن مرزوق و اقرا للمغراوى و بن سليمان و كل شعراء المغرب لعربى للتثقيف و التعلم ...اذا il ne faut pas monopolisé la culture ..la beauté de notre pays.est dans la diversité de sa culture et ses traditions et notamment la poesie populaire et le melhoune

قلت هذا لكى يعرف الشعراء ان لا احد يفرض قوانين على الاخر هذه ثقافات و مدارس و الشعر الشعبى كل قوانينه و ايقاعاته تكمن فى كتابة منطوقه فقط فى قالب وزنى حسب المناطق و بخصوصية اللهجة لانه فى الاخير هو تعبير عن مشاعر بطريقة تطرب الاذن بقافية و ايقاع بلغة يومية متداولة ....و ما اجمل ان نعرفها كلها لنقوول اننا ذو ثقافة جزائرية

اذا لست ملزما ان اتبع نهج اخر فى التعامل الثقافى و الكل يحى ثقافته لكى نتمتع بالتونع و ليس الخلاف ..اذا الشعر الشعبى اعيد و اقول هو مدارس مختلفة مادام اللهجات مختلفة و بالتالى حتى طريقة الوزن و الايقاع ....و نتوحد عندما نكتب بالفصيح و قوانينه ..و لا قوانين الفصيح فى الشعبى و الا ذهبت شعبية هذا الملحون المسجون ..حرروه ..و لا يحق لاى كان ان يتكلم باسمه و لا بقوانينه ..لنقرب المدارس و لا نتهمها انها اخطات بمنظور مدرسة ما ..لان المدرسة التى تدعى ملكية الشعر الشعبى فلها اخطاء عديدة من منظور مدرسة اخرى ..اذا ليفهم الجميع ..حتى لا ندخل فى التفاصيل ..لان طريقة الوزن بالحلقة الايقاعية او بطريقة الميترونوم هى عالمية الان و الفخر لنا انها مغاربية لان المعروف سابقا الا الدورة الموسيقية التى كانت مرتبطة بالوتيرة و كل هذا مربوط بالمنطوق لكى يصب فى القالب الايقاعى ...و لا حديث عن المتحرك او الساكن او اى شىء اخر طالما كل هذه الاشياء تترتب تلقائيا بضبط المنطوق على الايقاع المختار فقط و لهذا كل التراث الشعبى وصلنا شفاهيا و كتب عن طريق السمع و الان مضبوط و يؤدى و يحفض و الحمد لله و كل ما قلت يتفرع الى مدارس ..لاننا مثلا لو نرى بن مسايب او بن سماعيل بالرغم من انهم تاثروا كثيرا ببن خلوف الا انهم غيروا فى طريقة كتاباتهم ...سواء فى الوزن او المضمون و نفس الشىء نجد محمد النجار يقول فى اكثر من موضع انه تلميذ المغراوى الا اننا نجد النجار بتقنيات اخرى فى الوزن و الايقاع و اكثر تطورا حتى بن سليمان ظبط اكثر الوزن و اعتبره من اكبر تقنىى الاوزان لانه طورها و ابدع اوزانا اخرى مثل قياس قمرية لبروج و مرسول فاطمة ..و هكذا تلميذ الاولين لكنه صنع مدرسة خاصة به ...و الخلاصة ..يمكن ان ننتقد مدرسة ما الا اذا وحدنا كتابة الملحون ثم وحدنا الاوزان و القياسات و المصطلحات الخاصة بالملحون و عرفنا كل نماذج المغرب العربى و دوناها ..و اظن ان هذا مشرووع الجميع ..و ليس مدرسة واحدة ..و يبقى الشعر الشعبى على شعبيته و ملحونا بتقنياته و نظام قوافيه و الكل صحيح مادام يكتب بلهجته و نظام منطوقه و لهذا السبب نجد قياسات فى منطقة لا نجدها فى منطقة اخرى مثلا قياسات واد سوف لا توجد فى منطقة اخرى و قياسات مستغانم لا توجد فى منطقة اخرى و كل و ثقافته مادامت شعبية ..كالماكولات

و لحلويات و اللباس و كلها فنون ..و لهذا دائما نقرن الفنون بالاداب لانها متونعة كالعادات و التقاليد..و هكذا طبيعتها الى ان تتوحد ..و لن تتوحد لانها هى من تصنع الجزائر ....و ما اجمل بلادى ...........شكرا ....

...........................خ ي ش م