في رحاب الملحون المغاربي
اهلا وسهلا بكل الزوار يسعدنا تواجدكم معنا في منتدى رحاب الملحون المغاربي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

في رحاب الملحون المغاربي
اهلا وسهلا بكل الزوار يسعدنا تواجدكم معنا في منتدى رحاب الملحون المغاربي
في رحاب الملحون المغاربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
في رحاب الملحون المغاربي

في رحاب الملحون المغاربي

قصيدة "الدار"  للقطب الرباني سيدي عبد القادر العلمي المكناسي // الأستاذ عبد الجليل بدزي  Screen69

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

قصيدة "الدار" للقطب الرباني سيدي عبد القادر العلمي المكناسي // الأستاذ عبد الجليل بدزي

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

في رحاب الملحون المغاربي


عضو نشيط
عضو نشيط


قصيدة "الدار"
للقطب الرباني سيدي عبد القادر العلمي المكناسي

النص أشهر من نار على علم، يحفظه العديد من أشياخ الملحون ومريديه وعامة الناس داخل الوطن وخارجه، كما يعرفون الكثير عن صاحبه ويقدرونه ويحترمونه، وقد تمت قراءته ظاهريا على أنه كتب على إثر حادثة فقدان الشيخ لداره، بعد أن نصب عليه بعض أصدقائه ومعارفه الذين خانوه نظرا لأنهم كانوا يحسدونه، مما جعله يفارق مدينة مكناس بَدَنِيا دون أن يفارقها روحيا اتجاه مدينة مراكش، وبعدها مدينة فاس، قبل أن يعود إلى مسقط رأسه بمدينة مكناس الرائعة، ولاشك أن هذه أسطورة من نسج خيال بعض المتحلقين حول الملحون الذين تستهويهم الأساطير وحبك الخرافات حول الأشياخ وحيواتهم وأشعارهم، فنسبوا للشيخ الجيلالي امتيرد أسطورة (الجرانة) أي الضفدعة، وقالوا عن التركماني والغرابلي بأنهما كانا يستخدما الجن، وتحدثوا عن النجار بأنه كسر الناعورة بجنان السبيل بفاس بأشعاره وهكذا، وإذا اتجهنا إلى القراءة الموضوعية للنص حسب أبياته الشعرية، وأفرغنا عقولنا من كل هذه الخرافات، وجدنا أنه كتب بعد خروج الشيخ من مدينة مكناس وتغريبه بعيدا عنها بسبب مرضه، وهو شيء سبقت الإشارة إليه من خلال مقال لي نشرته على صفحات الفايس في فترة سابقة، لكن عودتي لهذا النص اليوم مناسبتها توضيح القول في بعض أبيات القسم الثاني من القصيدة، والتي لم تفهم جيدا حسب ما استمعت إليه من طرف بعض الإخوة الباحثين، والبيتين المقصودين اليوم هما:

اخْبَرْتْ قْصِيدَة مَرْصُوعَة افْوَرْقْ قَرْطاسْ * ابْخَطّْ عَجْمِــي مَا يَـدْرِي فَاللـّْغَـا انْغَايَــمْ
كـَغْـزَالـَة حَضْرِيَـة مَنْ ابْـنَـاتْ هَـلْ فَــاسْ * امْعَـنّْقَة شِي عَبْدْ اكـْنَاوِي مَنْ الصّْمَاصَمْ

فما الدلالة التي يمكن استخلاصها من هذين البيتين؟، وماذا يقصد بهما الشاعر في سياق ما هو بصدد عرضه على مستوى القصيدة؟.
إن المنطق يفرض علينا بداية أن نشرح المفردات المفتاح، حتى يتيسر لنا الوصول إلى المعنى الذي يقصده الشاعر، وهكذا نصل إلى أن هذه المفردات الغامضة في هذين البيتين هي: [مرصوعة/ خط عجمي/ اللغا]، فإذا فككنا شفرة هذه الكلمات، زال الالتباس عن المعنى، شريطة أن نتفق أن للمفردات دلالة معجمية وأخرى سياقية لا تبتعد كثيرا عن المفهوم المعجمي، فما الذي يقصده الشاعر بكلمة (مرصوعة)، لاشك أنه يعني بها مكتوبة بخط جميل جدا وهو خط النساخ بطبيعة الحال، إذن منذ الانطلاقة الأولى، يكشف على أن الذي كتب القصيدة كتبها بخط جميل واضح وكأنه كان يرصع الجواهر، فما معنى (خط عجمي)؟ الغريب أن بعض الإخوة انساقوا وراء كلمة (أعجمي) التي جاءت من العجمة، وهو المعنى المعجمي الظاهري الذي يشير إلى أن الأعجمي لا يفصح، والعربي هو الذي يعرب، ومن هنا قالوا بأن الشاعر كان يملي قصيدته عللى رجل أعجمي يكتبها بخط رديئ وهو لا يعرف طريقة كتابتها، لأنه لا علم له بطريقة كتابة الملحون، فبالله عليكم هل رجل شيخ شاعر متصوف مثل سيدي عبد القادر العلمي يملي شعره على من لا يفهم ولا يعي؟، إنه العبث بعينه، ولا يمكن أن يكون هذا التفسير مقبولا إطلاقا، ولابد أن نعرف بأن كلمة (عجمي) لها دلالات أخرى أسوق بعضها فقط على سبيل الاستئناس.
ففقهاء اللغة العربية يقولون بأن ضد عربي أعجمي، وفي ذلك يقول رؤبة الرجاز الأموي:
الشعـر صعب طــويل سلــمُهْ
إذا ارتقى فيه الــذي لا يعـلمُهْ
زلـَّتْ به إلى الحضيضِ قـدمًهْ
والشعر لا يسطيعه من يظلِمُهْ
يــريــد أن يـعــربه فيُعْجِـمُــهْ
والمقصود بالإعراب هنا البيان، ويعجمه بمعنى يجعله غامضا، كقولنا "أراد أن يطبه فأعماه".
وهناك معنى آخر لفعل (عَجَمَ)، ونستخلصه من خطبة للحجاج بن يوسف الثقفي بالكوفة حيث قال مهددا أهل العراق:"... وإن أمير المؤمنين ـ أطال الله بقاءه ـ نثر كنانته، ثم عجم عيدانها، فوجدني أمرها عودا، وأشدها مكسرا فوجهني إليكم ورماكم بي..."، فعجم هنا تفيد: عجم العود عضه بأسنانه ليعرف صلابته أو لينه، وهناك معنى ثالث يفيد عُجمة الحروف، فنقول عَجَمَ الحرف إذا نقطه ليرفع عنه الالتباس والإبهام، وبيان ذلك أن حرف الحاء مثلا (ح)، إذا عجمتها بنقطة من فوق (خ) أصبحت خاءً، وإذا عجمتها بنقطة من الأسفل (ج) صارت جيما، وارتفع الإبهام والالتباس بين هذه الحروف الثلاثة، وذلك الشأن مع سائر الحروف في اللغة العربية، حيث الإعجام هو الوضوح والابتعاد عن الالتباس، ولعمري هذا هو المعنى المقصود من طرف الشيخ سيدي عبد القادر العلمي.
ونعود للكلمة الثالثة وهي (اللغا)، والتي فهم منها الشعر الملحون وأنغامه، والحقيقة أن الكلمة من بين الأسماء التي تطلق على هذا الشعر، لكن المقصود بها هنا ليس ذلك، بل الذي يقصده الشاعر هو (اللغو)، أي الكلام الفارغ الشديد الالتواء الذي يدخل في باب المهاترات الممقوتة، وهو الذي قصده رب العزة عندما قال سبحانه "... وإذا مروا باللغو مروا كراما".
تأسيسا على ما سبق، نصل إلى استنتاج حول دلالة البيت الأول، مفاده أن الشاعر سيدي عبد القادر العلمي يقول: بأن قصيدته مكتوبة بخط جميل واضح ومرصع بحبر أسود فوق ورق أبيض يفهم منه كلاما ناصعا فصيحا لا لغو فيه ولا التباس ولا التواء، وهكذا شبه الورقة البيضاء التي كتب فوقها قصيدته بالفتاة الجميلة الحسناء بيضاء البشرة، والحبر في سواده بالعبد الكناوي القوي البنية، فكأن جسم هذه الفتاة وشم بزخارف تضفي عليه جمالية استثنائية، وقد توفق كثيرا في ذلك.

عبد الجليل بدزي ـ مراكش ـ
30/ 08/ 2018

https://almalhon.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى