في رحاب الملحون المغاربي
اهلا وسهلا بكل الزوار يسعدنا تواجدكم معنا في منتدى رحاب الملحون المغاربي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

في رحاب الملحون المغاربي
اهلا وسهلا بكل الزوار يسعدنا تواجدكم معنا في منتدى رحاب الملحون المغاربي
في رحاب الملحون المغاربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
في رحاب الملحون المغاربي

في رحاب الملحون المغاربي

العجيب والغريب في الشعر الملحون/// الأستاذ محمد بوعابد Screen69

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

العجيب والغريب في الشعر الملحون/// الأستاذ محمد بوعابد

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

في رحاب الملحون المغاربي


عضو نشيط
عضو نشيط


بغاية المزيد من التفاعل مع رواد هذا الموقع، أهدي الإخوة الشعراء الشيوخ المعاصرين، والإخوة الولوعين بهذا الإبداع الراقي هذه الدراسة، وأنا في انتظار ملاحظاتهم القيمة.
العجيب والغريب في الشعر الملحون
ذ. محمد بوعابد
إهداء: إلى روح الصديق الباحث الدكتور عبد الحي العباس رحمه الله

ستسعى هذه الورقة إلى الانطلاق من البحث عما يمكن أن يساعد على تحديد المفهوم اللغوي والاصطلاحي للفظتي الغريب والعجيب، داخل الثقافة العربية الإسلامية، التي تعتبر في اعتقادنا الأساس المكين الذي انبنت عليه التجربة الشعرية العربية الملحونة في المغرب الأقصى، ثم الاستناد إلى ما توصل إليه البعض من الدارسين المعاصرين لهذه القضية في إطار الانفتاح على الثقافة الغربية الحديثة والمعاصرة. بلوغا إلى الكشف عن كون الشعر الملحون يتم تلقيه باعتباره إنتاجا ثقافيا غريبا وعجيبا، سواء من قبل من يدركون معانيه ويستطيعون تأولها، أو من قبل من لا قبل لهم ولاقدرة في إمكانهم على فهم نصوصه والتفاعل معها. ثم وصولا إلى تبيان كيف أن ثمة نصوصا إبداعية في الشعر المغربي العربي الملحون احتفت بقوة بالغريب والعجيب فتضمنته ألفاظا، واستعرضته أحداثا ووقائع، كما عرضته وسائل وأدوات، بل منها ما كان العجيب والغريب موضوعها الأساس.
ولا نرى أن موضوعة الغريب والعجيب تنتمي إلى ما هو جديد بالنسبة إلى الثقافة الإنسانية عامة، والثقافة العربية الإسلامية على وجه الخصوص. ذلك أن الغريب والعجيب يظلان في اعتقادنا من متممات الحياة والوجود، إذ بدونهما لايمكن للإنسان أن يعي ذاته وكينونته، ولا أن يقيس حياته ووجوده. بحيث نلفي الإنسانية في مراحل طفولتها ما انفكت تملأ العالم بالكائنات الغريبة، وتحدث بينها من جهة أولى، وبينها وبين الكائنات الإنسانية من جهة ثانية، العديد من الصلات والعلائق العجيبة. بل إننا نعتقد في صدق ما دونه العلامة القزويني في مؤلفه "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" حين قرر أن كل ما في العالم عجيب وغريب: " إلا أن الإنسان يدركه في زمن صباه عند فقد التجربة ثم تبدو فيه غريزة العقل قليلا قليلا وهو مستغرق الهم في قضاء حوائجه وتحصين شهواته وقد أنس بمدركاته ومحسوساته فسقط عن نظره بطول الأنس بها." ص06 ط02 المنصورة – مكتبة االإيمان 2006.
وقد تأكدت لدي هذه الفكرة، ليلة بت مشدود التفكير والتأمل في الكيفية المنهجية التي سأتناول بها هذا الموضوع، وفي المنطلقات النظرية التي سأشرع ابتداء منها في تحليله وتشريحه. ولأنني أرى أن الأساس المتين الذي انبنت عليه تجارب القول الشعري الملحون هو الثقافة العربية كما تم استيعابها وهضمها من قبل المغاربة، وهي تتمثل بالأساس في كتاب الله وسنة نبيه المصطفى مع ما تشيد من الفكر والإبداع بهذا اللسان العربي المتعدد منذ الزمن الجاهلي بلوغا حتى أزمنة الشعراء الشيوخ، فقد افترضت أن ثمة تقاطعات بين هذا الشعر وباقي الأشكال التي تتشكل منها ثقافة الشعراء الشيوخ. وهكذا عدت إلى كتاب الله، وإذ أنهيت قراءة سورة الكهف تبينت لي صدقية الطرح القائل إن الوجود ــ سواء أوعينا ذلك بحق أم لم نعه ــ يظل في كليته غريبا وعجيبا. ففي هذه السورة الكريمة نواجه مسألة العجيب باعتباره من الآيات الدالة على قدرة الله، إن العجيب والغريب يؤكدان القدرة الإلهية من حيث استطاعتها خرق القوانين والنواميس التي يسير عليها الكون والحياة، ومن حيث قدرتها تغيير القوانين والنواميس التي تواضع عليها الناس في تجمعاتهم.

1-*العجيب والغريب في اللغة والاصطلاح*

إن ما نروم بلوغه في هذه الفقرة إنما هو وضع اليد على ما يمكننا فهمه لغة واصطلاحا من لفظتي العجيب والغريب، وذلك بالاستناد على البعض من المعاجم العربية القديمة والبعض من المؤلفات التي اهتمت بالبلاغة وعلم البيان، علاوة على البعض من الكتابات القديمة والحديثة التي انشغلت بدراسة العجيب والغريب في الثقافة كما في الطبيعة والمجتمع.
1-1*في "لسان العرب" لابن منظور ورد ما يلي: " العجب والعجب: إنكار ما يرد عليك لقلة اعتياده.ص:580. ابن الأعرابي: العجب النظر إلى شيء غير مألوف ولا معتاد. ص:581. يتعجب الآدمي من الشيء إذا عظم موقعه عنده، وخفي عليه سببه. ص581. والعجيب: الأمر يتعجب منه. وأمر عجيب: معجب. ص582. أما الغرب الذي تشتق منه الصفة الغريب فمن معانيه التي يذكرها ابن منظور ( الذهاب والتنحي عن الناس ...والغربة والغرب ـ بالفتح ـ : النوى والبعد... والغربة والغرب ـ بالضم ـ : النزوح عن الوطن والاغتراب... وغريب: بعيد عن وطنه... والغريب: الغامض من الكلام) من ص 637 إلى ص 648.
قد نفهم من هذه المعطيات أن العجيب إذن هو صفة لكل أمر غير مألوف من قبل مستقبله أو الناظر إليه، بحيث يلفيه شديد الوقع عليه وعظيم الموقع لديه، وأن الغريب صفة تفيد الحدة والابتعاد والغموض، ومن الواضح أن كل ما اتصف بواحدة من هذه الصفات يكون مثيرا للانتباه والفضول، فالإنسان الغريب يكون مثار انتباه أصحاب الأرض التي هي غير موطنه الأصلي، ويحدث لديهم رغبة قوية في التعرف عليه واكتشاف مميزاته، مثله في هذا كمثل الكلمة الغريبة في سياق كلامي معين إذ تستدعي من السامع لها أو قارئها التساؤل بصددها والبحث عما تفيده من معنى.
1-2*في "أساس البلاغة" سجل الزمخشري تحت المدخل المعجمي (عجب) العديد من المعطيات اللغوية، نذكر منها ( قصة عجب. وأبو العجب: الشعوذي وكل من يأتي بالأعاجيب. وهو تعجابة كتلعابة: للكثير الأعاجيب. ص549). وتحت المدخل المعجمي (غرب) قدم الزمخشري عددا من المعطيات اللغوية لاستعمال هذا الليكسيم ومشتقاته، نسجل من بينها أن من معاني الغرب الحدة والبعد( يقال: غربه: أبعده، وغرب: بعد)، ومن معانيه كذلك الدلالة على الندرة والغموض ( تكلم فأغرب إذا جاء بغرائب الكلام ونوادره، وتقول: فلان يعرب كلامه ويغرب فيه، وفي كلامه غرابة، وغرب كلامه، وقد غربت هذه الكلمة، أي غمضت فهي غريبة) ص600 وص601
1-3*في "البيان والتبيين": جاء الجاحظ بنص نسبه إلى سهل بن هارون، يقول فيه: "إن الشيء من غير معدنه أغرب، وكلما كان أغرب كان أبعد في الوهم، وكلما كان أبعد في الوهم كان أطرف، وكلما كان أطرف كان أعجب، وكلما كان أعجب كان أبدع." البيان والتبيين ج01،ص 89. وانطلاقا من تأملنا في هذا النص البلاغي يمكننا تبين ارتباط العجيب والغريب من جهة أولى، وتواشجهما مع الطريف والبديع من جهة ثانية. إذ بإمكان القاريء لهذا النص أن يلاحظ كيف أن المتكلم فيه يقرر ما يلي:
٭تنتج الغرابة عن المخالفة، أي عن تكسير أفق انتظار المتلقي. فالأشياء المتشابهة حين تتواتر تفضي بالمتلقي إلى الإحساس بالملل، ولا يزول ذلكم الملل سوى بظهور عنصر مخالف، يستوقف المتلقي ويدفعه إلى التنبه ومتابعة المختلف.
٭تتحقق الغرابة من خلال الإغراق في الخيال والتخييل، إذ الوهم هاهنا إنما ينجم عن الإيهام الذي تدفع إليه العبارة المتلقي لها، فإذا الوهم خيال والإيهام تخييل. أو لنقل يؤدي الإغراق في الخيال والتخييل إلى أن يصير الشيء المتخيل أكثر جدة وأقوى حلاوة في عين متلقيه، ما دام الطارف يفيد الدلالة على الجديد، وما دام الطريف يدل على كل ما هو نادر وحلو ومثير للذة والسرور.
٭وهكذا فإن اكتساب الطرافة ( الجدة والندرة وإثارة اللذة مع السرور) تجعل الشيء الطريف مثيرا للإعجاب لدى المتلقي، أي تجعل هذا المتلقي في حيرة وعجز عن معرفة الكيفية والأسباب التي أفضت به إلى ذلكم التأثر. وتحدث تلكم الحيرة الناجمة عن الشيء العجيب لذة لدى المتلقي، وهذه اللذة تنجم عما يشتمله الشيء العجيب من إبداع.
٭ونصل هكذا إلى أن كل غريب تكمن غرابته في مخالفته وبينونته، ومن ثمة فهو يبعد في الوهم الذي هو الخيال والتخييل، فتبرز بالتالي طرافته، ويتضح كذلك عجبه، وبذلك يكون العجيب الغريب بديعا وإبداعيا.
1-4*في "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" عرف الإمام العالم زكريا بن محمد بن محمود القزويني (600 ــ 682 هـ )العجب بأنه ( ... حيرة تعرض للإنسان لقصوره عن معرفة سبب الشيء أو عن معرفة كيفية تأثيره فيه... فهذا معنى العجب، وكل ما في العالم بهذه المثابة، إلا أن الإنسان يدركه في زمن صباه عند فقد التجربة ثم تبدو فيه غريزة العقل قليلا قليلا وهو مستغرق الهم في قضاء حوائجه وتحصين شهواته وقد أنس بمدركاته ومحسوساته فسقط عن نظره بطول الأنس بها، فإذا رأى بغتة حيوانا غريبا أو فعلا خارقا للعادات انطلق لسانه بالتسبيح فقال: سبحان الله، وهو يرى طول عمره أشياء تتحير فيها عقول العقلاء وتدهش فيها نفوس الأذكياء.) ص06، وشرح المقصود بالغريب في المقدمة الثالثة بالقول إن ( الغريب كل أمر عجيب قليل الوقوع مخالف للعادات المعهودة والمشاهدات المألوفة، وذلك من تأثير نفوس قوية أو تأثير أمور فلكية أو أجرام عنصرية كل ذلك بقدرة الله تعالى وإرادته. فمن ذلك: معجزات الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين... ومن ذلك: إخبار الكهنة... ومنها: الإصابة بالعين...ومنها: اختصاص بعض النفوس من الفطرة بأمر غريب لا يوجد مثله لغيرها...) ص:11 وص:12
1-5*في ص: 07 من مقدمة كتاب"العجيب والغريب في إسلام العصر الوسيط" سجل الدكتور عبد الجليل بن محمد الأزدي: ((...يلتقي العجيب والغريب والخارق وفوق الطبيعي والفنطاسي ( في اللاتينيةPhantasticus وتكتب في اليونانية Fantastikos) والهوام Fantasme والشبح والخيال والميث Mytheوالأسطورة والخرافة والتخيل والشاذ والوهمي وغير الواقعي...إلخ.)).
وفي ص22 من نفس المؤلف كتب الدكتور محمد أركون في مقالته التي عنوانها (( هل يمكن الحديث عن العجيب في القرآن؟))، بأن (( كل ما يمكن الاحتفاظ به من الأبحاث الجارية هو أن بجانب العجيب ذي التبرير العلمي يمكن الحديث عن عجيب أدبي وعجيب ديني ملازم للفكر الميثي...))
1-6*في ما يقابلهما من اللفظ اللاتيني
Étrange : inhabituel, bizarre, insolite
Étranger : élément appartenant à un espace géographique, culturel ;
ethnique donné
Fantastique : surnaturel=remis en cause, discuté ou accepté, sollicité
Merveilleux : surnaturel=remis en cause, discuté ou accepté, sollicité
Fabuleux : intervient le surhumain ou la dimension moralisante
Phantasmagorique : la création d’un espace propice au phantasme
Onirisme : le rêve, le cauchemar
تمكننا هذه السياحة اللغوية من إدراك أن العجيب صفة يوسم بها كل شيء أو كائن أو فعل يقع بين ما هو واقعي وما هو متعال، وأنه لوقوعه في هذا الموقع الملتبس والغامض يثير الحيرة لدى المتلقي له، إذ لا يكون بإمكان هذا المتلقي تفسير الأسباب التي تجعل من ذلك الشيء أو الكائن ذا قدرة على أن يؤثر فيه سيكولوجيا فيجعله يحس لذة وسرورا أو رعبا وفزعا. وهكذا يكون العجيب هو كل ما يمكن أن يعجب فيثير الإحساس بالسرور، أو هو كل ما يمكن أن يتعجب منه، أي كل ما يمكن أن يثير الاستعظام فيبث الإحساس إما بالسرور أو بالرعب والفزع.
أما الغريب فصفة يمكن أن يوسم بها كل شيء أو كل كائن أو كل فعل وسلوك غير مألوف لأنه غير ذي صلة بالمكان الجغرافي أو الثقافي أو الإثني المحدد والمعين الذي ينتمي إليه من يعتبره كذلك. والغريب هو الآخر قد يحدث الإحساس بالإعجاب أو بالتعجب والاستعظام، وينجم عنه كذلك إما السرور أو الرعب والفزع.
2-* الشعر الملحون بما أنه غريب وعجيب*

أعتقد أن أول ما ينبغي التأشير عليه هو أننا بصدد الحديث عن الشعر المغربي الذي تتم عملية إبداعه توسلا باللغة العربية المغربية التي ألفنا تسميتها الدارجة، واللهجة العامية المغربية، وهي التي تقابل ما يسميه البعض من الدارسين اللسانيين المشارقة اللغة المحكية، وشعرها يقابل ما يسميه بعض النقاد المشارقة بأسماء من بينها الشعر العامي، والشعر الشعبي، والشعر النبطي... والحال أن للشعر المغربي تجليات لسانية متعددة، فهو قد يأتي متوسلا اللسان العربي المقعد، وهو الذي يسميه الدكتور الجراري الشعر المدرسي؛ ويمكن أن يأتي متوسلا اللسان الأمازيغي المتداول في الأوساط القروية واللسان الحساني الرائج استعماله في التجمعات البدوية؛ علاوة على التجارب الشعرية التي أبدعها مغاربة يتوسلون ألسنة الآخر (الفرنسي أو الإسباني أو الإنجليزي...)
* أما بخصوص الدلالة التي يلزمنا استفادتها من لفظ "الملحون" التي ننعت بها هذا الشعر، فقد اختلفت التأويلات بين الدارسين للأدب العربي المغربي الملحون والباحثين في مجالاته الشعرية والسردية. فهذا العلامة محمد الفاسي كان قد سجل أن لفظة الملحون التي ينعت بها هذا الشعر إنما اشتقت من التلحين الموسيقي: "...بمعنى أن الأصل في هذا الشعر الملحون أن ينظم ليتغنى به قبل كل شيء.» المعلمة – ج1 ص29 -. وهذا الدكتور عباس الجراري يرى، في مؤلفه الأكاديمي " الزجل في المغرب: القصيدة"، أن لفظة الملحون مشتقة من اللحن بمعنى الخطأ اللغوي، لأن هذا الشعر – على حد ما يذهب إليه الدكتور الجراري – ما كان ينظم ليتغنى به، وهو شعر يمتلك من الفصاحة ما لا علاقة له بالخضوع للقواعد المعيارية المتواضع عليها في اللغة العربية المقعدة، وهو شعر ملحون في مقابل الشعر المعرب. وهذا التقسيم الثنائي للشعر العربي " المعرب في مقابل الملحون" هو ما سار عليه الأسلاف مثل الحلي الذي كتب في "العاطل والحالي" حين حديثه عن الفنون المستحدثة زمنه: " وهي الفنون التي إعرابها لحن وفصاحتها لكن وقوة لفظها وهن، حلال الإعراب بها حرام وصحة اللفظ بها سقام." . ثم إن هذا الشاعر الشيخ الحاج أحمد سهوم كان قد سجل تحت عنوان " وأخيرا ما معنى كلمة ملحون؟" في آخر صفحات مؤلفه " الملحون المغربي "، أنه بالاستناد على تأمله في ما كان قد قاله مولاي عبد الله واحساين يجد أن معنى هذه الكلمة يفيد الدلالة على الفصاحة والبلاغة والبيان: " وهكذا فإن القول الملحون هو القول البليغ، الواصل المقنع" ص231
وبالعودة إلى "لسان العرب" لابن منظور في جزئه 13 من ص379 إلى ص 383 أمكن لنا أن نعثر على عدد من الدلالات التي نستطيع ترتيبها كما يلي:
أ* فاللحن – بفتح الحاء - يعني اللغة.
ب*واللحن – بتسكين الحاء – فيعني الخطأ في الإعراب.
ج*وتستعمل اللحن للدلالة على الغناء وترجيع الصوت والتطريب.
د*كما تستعمل اللحن لإفادة الفطنة.
ه*وتستعمل اللحن كذلك لتعني التعريض والإيماء.
و*ثم تستعمل كلمة اللحن لإفادة الدلالة على المعنى والفحوى.
وبتجميع هذه المعطيات الدلالية لكلمة اللحن يمكننا الزعم أن الشعر الملحون يمثل اللغة العربية المغربية في أسمى استعمالاتها، إنه على حد تعبير الشاعر الفرنسي مالارمي "لغة داخل اللغة"، وهو قابل للغناء وترجيع الأصوات والتطريب، مثلما يدل على فطنة مبدعيه ويشخص قدرتهم البلاغية والإبلاغية. ومن ثمة فقد اتفق المنشغلون به على تعداد أسمائه، التي نذكر منها: الكلام – اللغا- الموهوب – السجية - القريض...
ومما شد انتباهي، وأنا أبحث في علاقة المتلقين بهذا النمط من التعبير الشعري العربي المغربي، أن أحد العلماء والأدباء من أهل مراكش كتب في المنتصف الأول من القرن الماضي منددا بكون الجماهير المتلقية لهذا الشعر وهو يغنى كانت تفرض على المنشدين له إمتاعها بقصائد محددة، تعرفها وتسمي القائلين لها، بل إنها تشارك في ترداد أبياتها، وهو الأمر الذي اعتبره ممجوجا وغير مقبول. وهكذا نجد أنفسنا أمام وجهتي نظر في الشعر المغربي العربي الملحون، ما زالتا ساريتين حتى وقت الناس هذا.
* فمن وجهة نظر من لا قبل لهم ولا قدرة لديهم على فهم نصوص الشعر المغربي العربي الملحون، وبالتالي من لا يستطيعون التفاعل معها، يظل هذا الشعر والطرب مرتبطين بفضاءات ومناسبات خاصة: ذلك ما كان قد أفصح عنه سنة 1982 أحد المتتبعين لمهرجان الملحون من أن المتفاعلين مع هذا الشعر لابد أن يكون لهم ارتباط عائلي به، لأن التعود على سماعه والتآلف مع قواميسه وصوره يمكن من التفاعل الإيجابي معه. وذلك ما كان قد عبر عنه أحد المسئولين عن الثقافة في البهجة الحمراء خلال التسعينيات، حين أشار علي بضرورة أن يتم تفسير النصوص الشعرية الملحونة التي يتم إنشادها خلال الأماسي الرمضانية التي كنا ننظمها في رياض الثقافة، حتى نقربها من المتلقين ونقلص من غرابتها. بل إن أحد مثقفي المدينة وأساتذة الجامعة بها، بعد أن أنهيت عرضا حول نمط من أنماط هذا الشعر في شهر مارس 2009، خاطبني قائلا: " لقد حدثتنا عما غدا غريبا بالنسبة للجيل الحالي. فالشباب اليوم ما عادوا يتفاعلون مع هذه اللغة، ولايدركون دلالات ألفاظها ولا يستوعبون صورها الفنية. لقد صار الشعر الملحون اليوم غريبا بين الغرابة."
* أما من وجهة نظر الذين يستطيعون التفاعل الإيجابي مع الشعر الملحون، فإنهم يتعاملون معه بما أنه شعر موهوب لمن اختصهم الله بالقدرة على التعبير والتصوير الجماليين، ولمن أقدرهم على الرقي باللغة العربية الدارجة إلى مصاف اللغات البيانية. ومن ثمة فهم يرون أن على المتلقي ألا يكتفي بالظاهر اللفظي بل عليه أن يعمل على فهم وإدراك الباطن المعنوي المقصود: وفي هذا الإطار يمكن لي ذكر واقعة المتلقي الذي كان قد أشار علي بضرورة إدراك أن قصائد الغزل عند الشعراء الشيوخ، وعلى رأسهم سيدي عبد القادر العلمي، ليست كلها مما قيل في نساء من لحم ودم بقدر ما قيل بعضها في رموز دينية بشرية " فقصيدة طامو يا بهيج الخدادة ينبغي تأويلها باعتبارها توسلا إلى ابنة الرسول – ص - فاطمة الزهراء زوج علي بن أبي طالب " أو في رموز دينية مكانية " وقصيدة أمينة تستوجب التأويل باعتبارها خطابا يتوجه به الشاعر الشيخ الحاج محمد بن عمر الملحوني متشوقا إلى مكة المكرمة".
3-*العجيب والغريب في الشعر الملحون*

ونصل في هذه الفقرة إلى محاولة مقاربة الموضوع الذي اقترحناه عنوانا لهذه الورقة، منطلقين من التوقف عند بعض ألفاظ العجب والغرابة التي استعملها الشعراء الشيوخ في قصائدهم، ومنتقلين منها إلى رصد لبعض الألفاظ والتعابير العجيبة والغريبة التي تم توظيفها من قبل الشعراء الشيوخ في قصائدهم، ثم سنعمل على تبين ما تم ذكره من أشياء ووسائل غريبة وعجيبة في بعض قصائد الشعر الملحون، كي ننتهي في الأخير إلى ذكر أحداث عجيبة ووقائع غريبة تم سردها في نوع خاص من القصائد الملحونة يعرف باسم قصائد التراجم.

3-1*ألفاظ العجب والغرابة في قصائد الشعر الملحون:

سلف لي أن لاحظت أن ألفاظ العجب والغرابة قد استعملها الشعراء الشيوخ في بعض القصائد التي تندرج ضمن ما اصطلح على تسميته بفن التراجم، وهو الأمر الذي أكده الشاعر الشيخ الحاج أحمد سهوم في كتابه المذكور آنفا، حين سجل في ص193عند حديثه عن قصائد التراجم ما يلي:
(... فهي أولا قصة، "قصا جرات للخادم والحرة"، "يا قاضي قصا جرات لي معتاها"،"سمعوا قصت حمان".
وهي ثانيا"أعجوبة من أعاجيب الزمان" إذ أن الحياة الرتيبة الهادئة التي لا غرائب فيها ولا أعاجيب، ربما لا تثير انتباه الإنسان العادي، فضلا عن أن تحرك شعور الإنسان الممتاز.)
غير أن البحث في هذا الموضوع أفضى بي إلى اكتشاف أن ثمة قصائد تندرج ضمن فنون القول الشعري الملحون الأخرى ( العشاقي، الربيعيات، الساقي، ) تضمنت هي الأخرى هذه الألفاظ.
ومما يمكننا ذكره والاستشهاد به على استعمال الشعراء الشيوخ لألفاظ العجب والغرابة في قصائد التراجم ما ورد عند الشيخ الجيلالي امثيرد في مطلع قصيدته ( الطير الغايب ):
نلفظ بغرايبي وعجبي، نخبر من لا يلو خبر = = = كيف جرى لي ؤكيف صار
شرح ؤمعنى لمن اصغى لي حضر عقلو ونيتو
طرشون عزيز كان عندي ربيتو شاجع الاطيار = = = مدوب اموالف الاوكار
واليوم امشى ؤغاب كيف ايغيب على الحي ميتو
وكذلك ما جاء في بداية القسم الأول من قصيدة ( الكاس ) للحاج ادريس بن علي الشهير بلقبه الحنش، حيث يقول:
يا والع بالزين والزهو، حضر بالك يا فهيم، نحكي لك شاين ريت
قصة وعجوبة ؤترجمة = صارت لي البارح مع جلاسي
وما جاء عند سيدي عبد العزيز المغراوي حين كتب في القسم الثالث من قصيدته ( هول القيامة ):
سمعوا لي يا اهل العقول في ما نحكي = = = ما يفهم قولي غير من هو عاقل ارجيح
احديث اعجيب جا على النبي المكي = = = حدث به الفضيل ابن العباس اصحيح
قال: حدثنا الرسول، وعيونو تبكي = = = وكداك ادموعنا على الوجنات اتسيح
عن يوم البعث وامتحانو = = = وعلامات اخر الزمان
وما ياتي ورى ازمانو = = = قال إلى هاجت الفتان
يبداوا اشروطها ايبانو = = = للناس ايراوها اعيان
ومن الأمثلة على ورود ألفاظ العجب والغرابة في قصائد العشاقي ما نجده في قصيدة ( غيثة ) حيث يقول الشاعر الشيخ:
قال يا نا سيدي
عجب العجوب هذا
النار والثلج بين الوجنات
النار فى الخدود ؤقلبي حرقت
حرها فى احشاي امورث

3-2*ألفاظ وتعابير عجيبة وغريبة تم توظيفها في قصائد الشعر الملحون:

ولم يكتف الشعراء الشيوخ باستعمال ألفاظ العجب والغرابة، بل نجدهم يوظفون في بعض قصائدهم ألفاظا وتعابير غريبة تثير العجب والدهشة لأنها غير قابلة لأن تفهم وتدرك معانيها خارج السياق الشعري والسردي الذي ترد ضمنه. ومن الأمثلة التي يمكننا الاستشهاد على ما ندعيه ما ورد ضمن قصيدة ( الحراز ) للشاعر الشيخ الضرير المكي بن القرشي الأزموري، حيث يقول في القسم ما قبل الأخير على لسان العاشق:
(( وليت ألعندو يا رصيخ = = = غير ابوحدي، لكن شيخ
امعايا هجهوجي امتحفو بهجاوي البلغة امفركة والخيط اعلى الراس والتعكريطة والخنجر والحيالة والجهد امع الصغر أنصرتو في باب القصر وانطقت ابسرابة امع القصيدة نطقوا الارصاد كيقولو تتواجب يا حكيم اخرج حراز الريم ناضت عويشة تبعاتوامنين سمعوا صوتي وقفوا ابجوج اغنيت عليه ؤسرت كنكرح نسمع فيها اتقول لو هذا شيخ أديب يا حكازي دابا يدخل لا تزيد اعلي حتى كلام إيفرجنا هاد النهار قال لها يا سود الاشفار ما نامن فيه إيشوف في خيالك ما يدخل للقصر قالت لو تسمع يا حبر أحنا فى الغرب الشيخ والنسا خاوة فى الجلسة لا تخشب عنو اخرج قل ليه امرحبا أرمات على الديب الخشبة وحنا اقفاه اخرج عندي وانا كنكرح حتى كملت القصيدة من سبعة الاقسام ؤزاد اسبقني للسلام : زيد مرحبا بك آلشيخ هذا يوم سعيد قال لي بوجود الحاكمة ضحكات اعليه الظالمة. قالت لي : يا هاد الشيخ، زيد بيك امرحبا. كونت عنها فى الحسبة ادخلنا القبة شلة نوصف صنعة الحكما هيا فهيم أنا وغزالي والحكيم. مسق في ؤقال لي: كب ؤدندن يا مغربي. ورفدت الكنبري ؤسرت انكرح ونقول فى القصيدة بالغوص: أباشت العوارم كيف المعمول. كتجاوبني فى الغنة وتقول لي كرصي دبا انريد باش انسمس...))
في هذا النص تستوقفنا جملة من الألفاظ، تستدعي منا البحث عن معانيها وإزالة ما التبست به من غموض، نذكر من بينها ما يلي:
( الرصيخ: أهي مفرد للجمع الوارد في النص القرآني :الراسخون في العلم؟
البلغة امفركة: ما المقصود بهذا النعت؟
الخيط على الراس: هل المقصود بالخيط ها هنا العصابة أو الرزة؟
وما معنى التعكريطة؟ والحيالة؟
وماذا تقصد عويشة حين تخاطب الحراز بقولها: لا تخشب عنو؟ أتريد القول لا تغلق في وجهه الباب، ما دام الباب في المنزل المغربي كان يغلق قديما بواسطة مزلاج هو عبارة عن خشبة؟
وماذا علينا أن نفهم من قول السارد مسق في؟
وما المقصود من كلام عويشة : كرصي دابا انريد باش انسمس الذي تقوله جوابا على سؤال معشوقها: أباشت العوارم كيف المعمول؟)
وفي واحد من نصوص الحراز الكثيرة أثار انتباهنا أن الشاعر الشيخ المبدع لهذه القصيدة السردية وظف ألفاظا تستوجب البحث في معرفة أسلافنا المغاربة ببعض القبائل الأفريقية السوداء، واستثمر أمثالا عربية مما يفيد اطلاع الشاعر الشيخ على الموروث الثقافي العربي، إذ يقول على لسان العاشق:
جيتو عبد من اعبيد مكسوبة = = = من داخل السوادن كوري مغلوق هاوصي مكرود افجلاب
لا عيب اقطع لا دات معطوبة = = = من شاف قامتي يحسبني صلصال من اضنايت ولد العطاب
ومثالي عند الناس مطلوبة = = = انقرب البعيدة، ونوني ساير الاشيا مثلي ما ينعاب
قبلت ايديه ابغير معيوبة = = = لله قلت ليه اقبلني مملوك لك نخدم فى امور اصعاب
لو ابلغ السيل امنازل الزوبة = = = هيهات ما نمل الخدمة لو عشت فالزمان اشحال من احقاب
لولا خفت من الله العقوبة = = = حتى انعاقبك واش انا محتاج لك لي قال فى الجواب
وقد اختار سلفنا الحاج محمد بن عمر، شيخ أشياخ الملحون في مراكش زمنه، أن يبدع نصا شعريا ملحونا يتوسل فيه لغة عربية مغربية خاصة لا يتم تداول الكثير من ألفاظها داخل الأوساط الاجتماعية المراكشية حين معيشه بها. هي اللغة العربية المغربية المتداولة في منطقة درعة. ويخبرنا الأستاذ العلامة محمد الفاسي عند تعريفه بجدنا، في ص:65/66/67 من الجزء الثاني ـ القسم الثاني المخصص لـ"تراجم شعراء الملحونّ" من مؤلفه الرائد ((معلمة الملحون))، بأن (... الشيخ الكحيل وبانگير المضحك الشهير[ هما ] اللذان جمعا له [الضمير عائد على جدنا رحمه الله] كلام دراوة وكيفية عرسهم...). ففي هذه القصيدة تستوقفنا ألفاظ غريبة من مثل:
حب ماما ليع باري وسط الاكباد = = = يوم فاش اخزرها كام الزرى فى باري
كال لها اتمزراي أتا البين الاعواد = = = كوم مزريني كالت لو من الدراري
===
كن تراس من التراريس كيف موحا = = = يا مشطب رزقو زبلوح الزباليح
تقاد المنغودة غير فى ابلوحا = = = را الفصة والملحة غير فى املاليح
===
والله أبوه من اتبعنا يا ماما = = = ابتمسكرتي نخبط لعدو في كلبو
ما عتنا الراجل بهاد الكامة = = = ها عبادي ادروك نمشي ونجيبو
به انجرح كل من جاك انضربو
حورتي مسرارة ليها زين منكاد = = = خير من تودة فى القبلة ؤزين عتو
ومن نصوص الشعر الملحون في غرض العشق ما خرج فيه صاحبه الشاعر الشيخ بالعباس (ق13/14 هـ 19م) عن المواضعات المألوفة في شعر الغزل والنسيب، إذ نلفيه يتوجه بالدعاء على محبوبته، يقول:
يا الاه تبدل حبي بحبها = عفني وابليها بالحب يا كريم
كي اغنات علي نبغي اتصدها = بالغرام الواعر ما شي اللي اسليم
ضر قلبي يا الله ردوا لقلبها = تعرف العشق اللي يهب من الحليم
لظها واشنقها كي شنقت وابكيت = تصودها بالمحنة، وتزيدها اهبال
ومنها كذلك ما ألفه الشيخ يوسف بن محمد ( ق19م) من سيدي خالد (بسكرة) في الجزائر، إذ نظم قصيدة في محبوبته يستدعي فيها الجن والعفاريت لأجل أن يساعدوه على استمالتها ودفعها إلى مبادلته نفس المشاعر، يقول في القسم العاشر:
يا عبد النار سير عازم = = = تسلط بالراخفة كساها
يا سلطان البحور حرم = = = النوم ايطير من احشاها
لن ترجع فى الكلام تبكم = = = اجعلني أنا الغاها
اسكن في قلبها ؤضرم = = = واشعل النار في اعضاها
في ممو عينها تخدم = = = دايم خيالي حداها

3-3* أشياء عجيبة وأدوات غريبة مذكورة في قصائد الشعر الملحون:

إذا كنا نلفي، في الكثير من الحكايات العجيبة الواردة في ((ألف ليلة وليلة)) و((الأزلية)) وغيرهما من النصوص السردية، أن الشخصيات الحكائية تستعمل العديد من الأشياء والوسائل العجيبة ذات القدرة السحرية من مثل "المصباح السحري" و"طاقية الإخفاء" و"السجادة الطائرة" بغاية تحقيق ما لا تستطيع تحقيقه اعتمادا على جهدها العادي، فإن في البعض من قصائد التراجم يعمد الشاعر الشيخ إلى استثمار هذا الجانب العجيب والغريب الذي يمكن أن توسم به الأشياء والوسائل.
فهذا الشاعر الشيخ سيد الجيلالي امثيرد يمكن بطل قطعته السردية الملحونة المعروفة باسم "الزطمة" من الاستعانة بأشياء تمتلك خاصيات عجيبة للوصول إلى المعشوقة التي بعثت تطلب حضوره إليها، يحكي في القسم الرابع بأنه عند اقترابه من مسكن المعشوقة سأل وصيفتها عما يمكن أن يكون في مواجهته من المخاطر، فتخبره بأن الأخطار التي قد تهدده فتحدق به ستأتيه من الإخوان الأربعة لمعشوقته، الذين يكفي ذكر أسمائهم ( البطار ما خفى، زهلول لا نفى، محروم الوفا، قضاي الله الوقيح ) لتبين مدى شراستهم وإثارتهم للرعب والفزع، وهاهنا تقترح الوصيفة على العشيق: ( زد الهنا انلحفك . ونركب ليك شي اتربيا. وندخلو من جملة النسا. )، فيرفض هذا الاقتراح ويستعمل بدلا عنه ما يمتلكه من أشياء عجيبة، يقول:
وجبدت افداك الدجى مبخرتي = وعملت ورق الصفصاف ألا يوقد بنار = ولا يعمل دخان
درت فيه البنج، ؤضدو على اجعاب انيافي
وهذا الشيخ الصديق الصويري يسرد في قصيدته التي تتناص مع "الزطمة" كيف أن بطله فقيه يتقن علوم السحر ويستعملها في الوصول إلى معشوقته التي توجد داخل قصر البلار، المحصن بسبع اصوار، (( كل صور ابابو بدفوف والزكارم وقفال اموثقين
والحراص اعليهم كل باب ابعفريت اسقير ما يليه امحنة
...الاول اسمو طمطام
والثاني طيكان اهمام
والثالث قصور درغام
والرابع لحمر صمصام
والخامس رعد الهمهام
والسادس شنطور اغلام
والسابع ميمون اهمام))
فهذا الفقيه يتحدى القوى الحارسة لهذا القصر اعتمادا على ما يتقنه من علوم السحر إذ يقول مخاطبا الأمة التي قدمت إليه:
(( واش القاري يخشى من العفارت لو يجتمعوا اجميع لا هموني
رحمو الله من رباني
جدول معتبر عدادي
يعمي ابصارهم حتى ندخل للقصر عند اغزالي...))
ثم يعمد إلى ما يتقنه من علوم الحساب والفلك ومن فنون السحر فيصنع بواسطتها ما يستطيع به أن يستخفي عن أنظار الجن، يقول:
(( نزلت على قربي اجداول الضمياطي = = = وقريت اسم الجلالة
....
خدت نسخة من السرياني = = = منها اعملت شكل امربع
معلوم يتصرف على الاستخفا فيه تخبيل اعقول الجن
امنين طلعتو وكتبتو زدت بخرتو بالجاوي واللميعة واللبان الذكر يا من يصغى
وخرج لي الجدول صالح
وعملتو احجاب الذاتي
درتو اعلى ذراعي ليمن
وقصدت المراسم، والعزيمة ما اغفلت اعليها
آية امعظمة، وما أنزلنا حتى إلى خامدون
وعماو العفارت خمدوا
وقريت إنا فتحنا = = = عن ذوك الاقفال انفتحو = = = ودخلت للقصر...))
وفي قصيدة " حراز عويشة" يذكر السارد أن المعشوقة بعد أن تحتال على الحراز، دافعة إياه إلى إدخال العشيق إلى وسط القصر في صفة شاعر جوال، تقوم بإدخال يدها في جيب الحراز لتستخرج منه وسيلتين سحريتين تستجلب بواسطة قرعهما ببعضهما عفريتا لتأمره بإجلاء العدو الحراز الذي فرق بينها وبين محبوبها، يقول السارد البطل:
(( ... حتى ابغات وارشق ليها، سوات عودها بيديها =
وابدات تتخبل، وتطيح اعليه بالتواشي، وتطيب فيه باللطافة =
ارمات ايديها الجيبو، جبدات الخاتم والطاسة، وقطيب الرصد =
طارت الديك الجيه أيا فهيم. قالت لو تسمع ياحكيم = هذا هو محبوب خاطري، وانت عذبتيه، الظالم =
كي نعمل ليك، ها حكمتك حصلت في يدي = دابة ولي قرد زيد فرجنا بالتنقاز = ؤ شحطاتو بقطيب باز =
رداتو قرد امجادبي = ؤقالت لي يا طالبي: هذا هو العدو اللي افرقنا هاذي عشرين يوم =
هاني حصلتو ليك، واش صافي شغلي ولا لا = قلت برافو يالالا...))

3-4*أحداث عجيبة ووقائع غريبة مسرودة في قصائد الشعر الملحون:

لقد ورث الشعراء الشيوخ كل التجربة الشعرية العربية، منذ الزمن الجاهلي، عبورا بالزمن المعروف بصدر الإسلام، وبالمراحل التي حكمت خلالها الدولتان الأموية والعباسية، وصولا إلى الحقب التي غدت فيها الدولة العربية الإسلامية مجموعة من الدول والدويلات في الشرق كما في الغرب الإسلامي، ثم بلوغا حتى الزمن المعروف باسم زمن الانحطاط. إذ نجد ديوان الشعر العربي المغربي الملحون مشتملا على العديد من الأغراض الشعرية القديمة، فالغزل معروف باسم العشاقي، ووصف الطبيعة تشقق إلى موضوعات نذكر منها الربيعيات والصبوحي والذهبية والديجور، ووصف مجالس الأنس والشراب غدت تعرف باسم الساقي، والمدح صار لا يقتصر على ذكر محاسن وشيم ذوي المجد والسلطان بل تعداه إلى ما يعرف بقصائد التصلية على خير الخلق صلى الله عليه وسلم وما يعرف بقصائد المديح في آل البيت والشرفاء وكذلك قصائد الغزوات التي تحتفي ببطولات الصحابة والتابعين، وإلى جانب هذه الأغراض أبدع الشعراء الشيوخ قصائد الهجاء وسموها الشحط وإن كان من اللازم الانتباه إلى أن ما ثمة من قصيدة ملحونة تخلو مما يعرف عندهم باسم الزرب، وهو عبارة عن مقطع يخصصه الشاعر الشيخ لمواجهة خصومه والافتخار بنفسه وشيوخه، مع تزجية التحية والتعبير عن التقدير الذي يكنه للأشراف والأدباء الأحبار. كما نجد شعراء الملحون قد أبدعوا في ما يعرف عندهم باسم التراجم، وما اشتهر بينهم باسم الشعر الحسبي، وما عرف عندهم باسم شعر المسخ وهو شعر يقوم على أخذ قصيدة جادة وتحويلها نحو نقيضها، أي ما يشبه شعر الباروديا La Parodie . ومن الأمثلة التي يمكننا تقديمها على شعر المسخ ما أنجزه شاعر شيخ معاصر هو إسماعيل العلوي السلسولي حين وضع سرابة قصيدته الساخرة التي تحكي صراع أدوات المطبخ خلال يوم من أيام شهر رمضان، وقد بنى هذه السرابة التي يقول فيها:
(( أعلاش أمجمر خالتي تكويني؟ آلكاويني، جمرك ما دوى.
ريحة الفاخر باش دوختيني. ؤلا نويتك تغدر وتلوح فى الهوى.
أضشاشك الكثير احلف ما يخليني. اندير قطبان كباب مغروم فى الشوى.
قالت ناس الطبخ والعوافي الجوع إدوخ والنهار اطويل...))
على قياس السرابة الشهيرة التي يقول فيها سيد الجيلالي امثيرد:
((أعلاش أمحبوب خاطري تجفيني؟ آلجافيني، أعلاش ذا الجفا؟
حبيتك من خاطري،ؤلاردتني. كتمنيني يا شارد العفا
خالفت فى القول باش واعدتيني. إلى اوصلتيني، قاسيت ما كفى
قالت ناس الشعر والقوافي:
الزين بلا تيه صورتو تعداف،
والخير صاحبو يعراف...))
ولقد اهتم الشعراء الشيوخ بقضايا وطنهم الصغير والكبير منذ بداية ظهور هذا النمط من القول الشعري العربي المغربي الملحون، إذ يكفي أن نشير إلى أن مما ذكره ابن خلدون في المقدمة أبيات من "الملعبة" للكفيف الزرهوني، ويشير الدارسون لهذا الفن أن من أولى القصائد الملحونة ثمة قصيدة "الحربي" لابن عبود، وكل هذه النصوص تنحو منحى سياسيا انتقاديا للسلطة. وينضاف إليها نوع آخر من القصائد المعروفة باسم "الجفريات"، ويعتبرها المتلقون لهذا الشعر ذات خصيصة تنبؤية، نذكر منها القصيدة الشهيرة "الزازية" أو "كافر باريس" لموقت مراكش خلال القرن التاسع عشر، ويذكر العلامة محمد الفاسي أن المغاربة في أربعينيات القرن العشرين، وفرنسا المستعمرة لوطنهم قد استعمرت من طرف الجيوش الألمانية، كانوا يبحثون عن نسخ هذه القصيدة نظرا لما وجدوا فيها من تنبؤ بهزيمة هذه القوة الاستعمارية الغشوم، وبسبب ما عبرت عنه من أفعال أنجزها الاستعمار حقا وفعلا، يقول الموقت:
آلسايلني، أنفيدك بكافر باريس = = = استافد، كن عايق اتبع الغرزة
سكان الغرب ظنها عباد الويز = = = فيهم اللي ايبع دينو بالخبزة
بالظن الخاسر الجريم اتوى كيليز = = = يبني فيه القصور ويقابل الكزا
ويضالي على القوم باللويز والهميز = = = حتى يلقى ايدير فى البهجة خنزة
يبقى أن ما نروم التركيز عليه لتقديمه نماذج من الشعر العربي المغربي الملحون تعرض أحداثا ووقائع غريبة وعجيبة هي مجموعة من النصوص التي تنتمي إلى ما يعرف باسم "قصائد التراجم"، وهي عبارة عن نصوص سردية تحكى على لسان سارد هو ــ في الغالب الأعم ــ البطل نفسه، وليس على لسان سارد عالم علما كليا وحاضر حضورا شموليا. ففي قصائد "الحراز" يروي لنا البطل العاشق كيف عمل عدوه على أسر معشوقته في فضاء محكم، تحيط به الأرصاد من الإنس أو من الجن. فما كان من العاشق سوى أن يحتال للوصول إلى حيث توجد حبيبة قلبه، لكن الحراز من الذكاء بحيث لايمكنه من تحقيق رغبته تلك ولا تجوز عليه حيل العاشق ومكره سوى حين يستعين هذا بعلوم الفقه وفنون السحر، أو فقط حين تقف محبوبته بجانبه وتساعده على الوصول إلى حيث هي، بل قد تتغلب على العدو وتقدمه في حالة زرية بين يدي محبوبها كما هو الحال في "حراز عويشة" عند الشيخ المكي بن القرشي الأزموري.
وقد يتمثل العجيب الغريب في قصيدة الشعر الملحون في أن تكون المرأة هي التي ترسل في طلب محبوبها، كما هو الحال في قصيدة "الزطمة" للشيخ الجيلالي امثيرد، التي يبتدئ السارد قسمها الأول هكذا:
(( محبوبي صيفط لي كتاب. اقريتو نجبر فى الجوابي. " أمحبوبي، يا روح راحتي، يا من بك الذات شايقة، وقت إيوصلك يا ربيع قلبي مرسولي، نوض لا تغيب وجي حتى انشاهدك وتشاهدني"، بارت الاحيال، كيف نعمل واش المعمول، واش من حيلة تنفعني باش نوصل براني فى البلاد. والبراني مسكين ما يلو كلمة ولا ليه جاه ولا خصلة. لو كان غول من الاغوال. أناسي كيف نعمل. لوصال على الرضى ابغيتو. ولا يني الخوف داهشني. ما نعرف في اعراضي سيتل ولا الفيل، ولا ثعبان ازعيم أو عفريت الجن، أو بعض الصماصم غشامة يا لطيف. ولا نلقى بعض الاغوال))
وأن يضطر المحبوب لمواجهة الأخطار في طريق وصوله إلى من تبادله هذه العاطفة النبيلة، وقد تتمثل أولى تلك الأخطار في ( الخوف والاحكام الطاغي والحاسدين، والبياعة والحارسين ) كما في جهله بطبيعة المرسول ( نجبر ولفي ضارب النقاب امحدق. لله قلت لو اهدر انقابك، كان بنت ولا راجل اهدر النقاب. نجبر ولفي عارم ما نقصها ربي من شاي. طحت بندقت لها وديت الخلافة. قالت لي لواه غير خادم مامورا بالاخبار...) وإذا كانت الخادم تستدعي من العاشق السجود لجمالها فإن سيدتها تفوق رموز الحسن والجمال الشهيرة من مثل"الدلفى، ؤجازية، والعبسية، والغزال شامة عطوش الفايقة، وليلى. وكذاك الشمس والقمر" إنها كما تقول عنها أمتها: ((مولاتي من شافها اتسلبو فنسا ولا رجال))
ويتقدم العاشق في سيره نحو المعشوقة التي في انتظاره، مستعدا لمواجهة جميع المخاطر والأهوال ((مستقتل رافد الجفا حدار، لمان ما قريتو، عاكد عبسة اتدوب جبل ربوى، والقلب كن هند، والصدر نحكيه كن مرجل، انحس اببرد الندى، عايق فايق، عين أودن، محزوم أمكرود، لو انظرني عفريت الجن ينزفر من قربي، نزفر كن قصور حقدان اعبوس واعد شاتو)). وهو يتقدم في ظرفية تتواءم مع حالته السيكولوجية (( زام الرعد العصيف. ؤشار البرق اللي ادهيش. والليل اقبا عنا، أرخى جناح الظلام، وتسلح الرغام، وهب الريح العصيف. ليلة تفتن وتشيب المرضع، وانا عندي اضحات فرجة ونزاهة، ؤكل ما اصعاب اعلي بها اسهال.))
وفي القسم الرابع يخبرنا السارد البطل أنه واجه خطر إخوة معشوقته، المخيفة أسماؤهم ناهيك عن أفعالهم، وذلك حين يعمد إلى استعمال مادة البنج، واضعا إياها في مبخرته فوق ورق الصفصاف الذي يوقد من تلقاء نفسه دونما حاجة إلى النار، وواضعا ضد البنج في خياشيمه. وهكذا ينتصر على العفاريت السليمانية، ويدخل إلى القصر الذي توجد به المعشوقة. ولهذا القصر سبعة أبواب، وهو قصر (( مرفوع بحكمة ؤفرض ياجورة والورقة ؤكايزة. وسواري وصحون. والتقاوس. خصات على امحنشات. والقيراطي والمزيهري، والزليج على الاصناف...))
ثم تستقبله العشيقة الداعية إياه وقد جلست في قاعة مرتدية ملابس مغربية (( اكساوي امشرطا، وحريشة ودباج كاسا وقفاطن زنجي امطرزة... ؤسبنية امسلكة، ودواوح داحو ؤدوحو، ومحاكم ومقايس الهنا، وخلاخل صاحو ؤجرحو قلبي...))، فتقدم له سفرة الطعام، لترفع وتوضع بعدها سفرة المدام، فتتدلل الحبيبة وتظهر خفرها إذ تأمر محبوبها بأن يعرفها على أسماء الشراب فيقول: (( كيقولو ليه العقار والصهيبة وكيوس الراح والعتيق وكاس الجريال والشتية...)) وكأننا بالشاعر الشيخ الجيلالي امثيرد يعرف ما يسميه أب الحداثة الشعرية الغربية شارل بودلير باسم "تراسل الحواس" فيجعل أبطال قصيده السردي يمارسونه، فعلاوة على الاستمتاع بشرب المدام بعد الاستمتاع بالحديث عنه، نجد العاشقين يمارسان نوعا من الاستمتاع والتلذذ بالحسن والجمال في القسم الأخير من القصيدة:
((قالت لي تاج الاريام. وصفني فى بديع النظام. قلت لها : كيف انقول؟ قالت: اللي شفتي وصفو ؤحدقو، ونطق لي بالحق، لا تكتم شهادة. فى جوابها ديها قالت لي: قدي؟ قلت ليها: صاري في مرهقان، شمر قلعو واتى بالغنيمة. قالت: تيتي؟ قلت ليها: ثعبان فى زفرت القوايل، ورفاتو في اوطان زيمة. قالت: غرة؟ قلت ليها : غرة نحكي كما اسجنجل، وجبين اهلال تاق بين الفلكين فى منزلة عظيمة. قالت: حجبين؟ قالت ليها: حجبين امداد، فيد طالب خطاط، ؤصاحب العزيمة. قالت: لحظين؟ قلت ليها: قرصان، والاشفار اصوارم لاهل الهوى اخصيمة. قالت: خدين؟ قلت ليها: زهر على ورد قان، فتح فى ليالي ما يليه قيمة. قالت: غنجور؟ قلت ليها: غنجور اسليس، والمراشف والريق امصال. والاثغار جواهر، عتنون فوق غبة، رقبة تنبا، ارقبة شادي، وضعوض الميض شيروا، والصدر الباهي مرمروا حجامو بين النهود، والم وعمل شلة انصيف، وتاتو سرة طاست الذهب. والردف المالي ينتقل. وفخاض اعسارة. ؤساق مدغوج كما البلار، والاقدام اخدلج. هذا ما ادركنا فوصافك ألالا، تفهى فيه عقول الرجال بحالي، شلة انصيف. قالت لي ولفي: اتبارك الله، احجاب الله، واسم الله اعليك أنابغ المعاني، الحبر المدوب، الجيلالي مجاد الاريام. وانا ليك خادم على امديحك، ليك الرقبة احلال.))
ويبقى آخر نص أرغب في الاستشهاد به على حضور العجيب والغريب في الشعر العربي المغربي الملحون لشاعر من مدينة الصويرة اسمه محمد بن الصغير الصويري عاش زمن الحسن الأول. والمثير بالنسبة لي في هذا النص هو حضور الأسطورة اليونانية بيـڴـماليون في صيغة مغربية صميم، وهو الحضور الذي كان قد أيقظه في ذاكرتي أواخر الثمانينيات الفنان المسرحي والأديب المغربي المرحوم محمد تيمد من خلال عرضه المسرحي المعنون " رحلة في خيال جدتي" ، إذ دفعني إلى تذكر أن ما كنت أشاهده له في هذا العرض المسرحي يطابق ما كنت قد سمعته حكاية من لدن خالتي لالا غوالي رحمها الله...
ففي هذا النص الشعري يحكي لنا السارد الذي لا علاقة له بالحكاية وأطوارها أن ثلاثة أشخاص ترافقوا في السفر من الصويرة إلى مراكش ( أولهم نجار رقايقي، والثاني تاجر يمارس البيع والشراء في المواد والملابس الرفيعة، والثالث فقيه)، وأنهم اتفقوا على اقتسام الحراسة الليلية في ما بينهم، فوقع أن كانت النوبة في النجار أولا، يليه التاجر، ثم على الفقيه أن يحرس نوم مرافقيه في الثلث الأخير من الليل. وهكذا سيجد النجار نفسه مضطرا لأن يقضي فترة حراسته عاملا على نحت جسد لامرأة حسناء، وسيجد التاجر نفسه أمام حسنها وجمالها مجبرا على أن يلبسها من أجود وأجمل ما اشتملت عليه تجارته، أما الفقيه فسيتوجه إلى الله بالدعاء راجيا منه أن يزرع الروح في الجسم المنحوت، ليواجهنا الشاعر في النهاية بالسؤال التالي:
شكون من حقو ياخذها من الثلاثة يذكار = وا هيا اهل الافكار =
يا الودبا، يا اهل العلوم، نعم القرا=
وإليكم نص القصيدة كما هو مثبت في كتاب ((الشعر المغربي الملحون)) للشاعر الشيخ الحاج أحمد سهوم:
الحربة
هاد هي ما هي غير من شجر دالعرعار=نحت ماهر عيار=دم ولحم رجعات احيات ولات امرا
القسم1
كانوا باثنين امسافرين===فطريق الخير مرافقين
واحد فيهم نحات صانع ارفيع بهر جمع العقول، ما عند ابنادم ما ايقول، من غير اصويري ما ايطوع جدر دالعرعار الهشيش، من غير افشر من دون فيش، كيصنع بالعرعار شي اعجايب ما يشريها الويز ولا جوهر ولا بريز. والثاني كان امجادلي وفكل افراح امواولي، وتجر دغيا دغيا، اغناه أتاي ؤصار من اللباب، إيبيع ويشري فالاثياب،عندو الحرير مع الصابرة، عندو الملف مع الكامرة، عندو الغوالي العاطرة، وعكر والحرقوس، والسواك ؤالكحول، وما على الجمال من احمول. زاروا مقام سيدي مكدول ؤسكدوا، خرجوا فالسروية من الصويرة جدوا فالسير فالفيافي وقفار، كيغنيوا اشعار قاصدين بعزم ؤنية البهجة الحمرا.
القسم2
فعوينة سيدي ياسين===صابوا صاحبنا بن الزين
هروه ؤگال اكلام ما انقد انگولو، واللي اقوى عليه افضولو، زعما ابغى إيسمعوا، إيجي حتى العندنا، ويرافقنا فجمعنا، ونجيبوا ليه خينا، وحداه أنهروه ليه، ؤيسمع آش إيگول ليه، عنداك إيگول على ا?

يعقوب ياسين يعجبه هذا الموضوع

https://almalhon.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى