أوجاع الفراق :
~~~~~~~
كانت عزي تقول لي عزك عزي دايم ** ولا غيرك غير عندي له اعتبار
وعارف انت تحبني وهذا الحب نقاسم ** لكنني خايفة من الدَّهر الغدار
هذا الهجس كان يوحي بالهم القادم ** ويا أسفي ما دريت العشرة تقصار
فجأة تقلّب حالنا ورجع صحوه غائم ** وتسرَّعنا ما عرفنا نأخذ قرار
ما ظنينا يوم يأتي فيه نتخاصم ** ولا فكرنا يطيق يمكر بينا مكّار
من بعد الولف فرقونا الأعدا بطالسم ** وانا بنفسي ادّيتها حتّى للمطار
وقت الوحدة جات ساعة الفرقة حاتم ** وتوادعنا بحزن والدّمع يسيل امطار
راحت وانا رجعت وحدي مدمر هادم ** من فرقتها جبت قلبي مقسوم اشطار
مكوي مجروح في اعماقي والجرح تفاقم ** وضحى جسمي عليل واهن ما طاق عفار
كَبَرت أنا يتيم ولا حسّيت اليتم ** ولا دمعي سال مرة رغم الإقفار
منذ صغري متين قوي صابر للحاكم ** قاومت هموم قاسية من طبعي صبّار
وهذا المرّة ضاع صبري ما طقت نقاوم ** ضربة قوي لقيتها من جعبات كبار
من يومها صرت يائس للحزن مداوم ** مخبول العقل ما نركّز تائه الافكار
نبني ونهدّ طول ليلي ومنامي حارم ** والحلّ الذي نصبه يخرج اصفار
ولفي رحلت من مدينة مسك الغنايم ** وراحت بعيد دون رجعة هجرت الاوكار
مستغانم ما بقى فيها غير مراسم ** وذكرياتها مطاردتني من دار لدار
نهرب من ذي نشوف الاخرى أمامي قادم ** وكلّ ذكرى تزيد لي للقلب انكسار
ذّكرياتها حاصرتني حصار ملازم ** محال إذا نطيق نفلت من ذا الحصار
وأطيافها مرافقتني ياقظ ونايم ** تحضر حتّى في صلاتي انسى الاذكار
يا سامعني لا تقول عليّ ذا واهم ** مسبط الاقدام ما يحس بدق النڨار
وحال المهموم في الملامح يظهر للفاهم ** والذي ربي بلاه ممكن غير اختبار