في رحاب الملحون المغاربي
اهلا وسهلا بكل الزوار يسعدنا تواجدكم معنا في منتدى رحاب الملحون المغاربي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

في رحاب الملحون المغاربي
اهلا وسهلا بكل الزوار يسعدنا تواجدكم معنا في منتدى رحاب الملحون المغاربي
في رحاب الملحون المغاربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
في رحاب الملحون المغاربي

في رحاب الملحون المغاربي

القياس و الوزن و بنية الايقاع في الشعر الشعبي ـــ بقلم محمد داود Screen69

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

القياس و الوزن و بنية الايقاع في الشعر الشعبي ـــ بقلم محمد داود

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

في رحاب الملحون المغاربي


عضو نشيط
عضو نشيط

القياس و الوزن و بنية الايقاع في الشعر الشعبي.

***القياس:
من اقوال ابن الانباري في مفهوم "القياس" :, " اعلم أن القياس في وضع اللسان بمعنى "التقدير" أي وزنه حسب قيمته , وهو مصدر قايست الشيء بالشيء, "مقايسة" أي مقابلته و مقارنته و مماثلته, و"قياساً" بمعنى , رد الشيء الى نظيره " أي قدره على مثله و وازن بينهما" .
فالقياس في هذه الحالة لا يأتي بمعنى " الحركات المرقمة" التي هي من خصوصيات الموسيقى, بل يفيد " الشكل" أي الصورة الخارجية طبق الأصل " للمرمة" التي تم النظم على منوالها , مجردة من المضمون .
الا ان بعض النقاد ذهبوا الى اعطاء الأسبقية " للفكرة و العاطفة و الاحساس" و ذهب البعض الآخر الى تقديم " الشكل " الذي لا يمكن ايجاد عمل فني بدونه , "فالشكل" يتحقق من خلاله " الصياغة الفنية" للقصيدة.
" فالقياس" بمفهوم " الشكل" في الشعر الشعبي الجزائري انطبق عليه دلالات ذات صلة بالمفاهيم الفنية الجديدة و "النظرة" التي جرت فيها عملية الابداع و التذوق الفنيتين .
فقصيدة: "استغفر ياراسي" و هي بمضمون في التوسل, و على وزن ( مكسور الجناح) للشاعر الجزائري الحاج البشير التهامي, أدق مثال في " الشكل" أي " المرمة" و التي تم نظمها على " قياس" " طالبكم ضيف الله" للشاعر أحمد الغرابلي رحمه الله تعالى و على النحو التالي:
*محتوم الرحيل أراسي قوي الزاد
تقواك زاد عند الهادي
قوي الخير وفي مرادي
الغي اللهو و التشراد
قيم الصلاة عمدة واقي م الداء اليوم و غدا
كثر ذكر الكريم واستغفر في لسحار ريع تغنم فضل الجواد
واسجد للمعبود
********************
طالبكم ضيف الله
للشاعر الكبير ألحاج أحمد الغرابلي:

أسمي نبينه في الأبجد للقاريين
الحرف الأول عشور الياء
الربعين بعد ثمانية
و الربعة كمال الأشياء

الغرابلي الكنية رطب على الياء بغير خفية
و سلامي للأشياخ مداحين المختار في الضياء و غسق الديجاني
نعم الذاكرين..

***الوزن:
"الوزن" في حقيقة الأمر , هو ما يسميه الشعراء " بالتفعيلة" و يحمل معنى بناء اللفظ من الحروف الثلاثة الأصلية الفاء و العين و اللام (فعل), زيادة على حروف الزيادة.
و أما في الشعر الشعبي, فيحمل معنى مغايرا لما جاء عند العروضيين و ما بنت عليه العرب أشعارها , فهو يأتي على نحو, " التقطيع قصد تحليل أجزائه , و التمييز لضمان التوافق فيه و تحديد تصنيفه على أساس " ثقله و خفته ".
و قد يكون " الوزن" في الشعر الشعبي الجزائري مرتبط بغرض الشعر , ففي الجد و الهزل و في البهاء و تعظيم الشأن, يجب أن يحاكي «" الوزن" هذه المقاصد و ما يناسبها من أوزان, فتكون تارة "أوزان فخمة" و تارة أخرى " أوزان هزلية" و مرة ثالثة " أوزان طائشة" , تلك هي " الموسيقى الشعرية" او بالأحرى التجديد في قوالب الشعر الشعبي بالميل الى نظام " المقاطع أو الأدوار" أين يتم تقسيم " الحدث" اللغوي الى أزمنة منتظمة ذات علامة و وظيفة و ملامح جمالية, و شعر مرسل خال من " السجع و المحسنات" و العمل على "رسم الصورة الكلية" بتقسيم الوحدات اللغوية الى أجزاء " تتضمن مقادير و أعداد" , كالتي تم اعتمادها من طرف أمير شعراء الشعر الشعبي في الجزائر سيدي لخضر بن خلوف رحمه الله تعالى في قصيدة :
قدر ما في بحر الظلام
قدر ما في بحر الظلام * من هوايش وحيتان بلا قدر عايشين
مع الموجات بلا زمام * وعدد الرملة والأحجار اللي كاينين
الصلاة والسلام
صلى الله على صاحب المقام الرفيع
والسلام على الطاهر الحبيب الشفيع
قدر الداعي والمدعي ومن هو سميع
قدر الشاري في السوق ومن جا يبيع
قدر الطايع للحق راه في أمره سميع
قدر ما قبضت اليد الكافلة بالجميع
قدر الحلفة والدوم والزرع والربيع
قدر الأنوار فتحوا الكمام * زهرت في الرياض تبارك الله السنين
كي نشروا فيها الأعلام * افتح من كل ألوان الياس والياسمين
الصلاة والسلام
الاعتماد على " القالب المقطعي" "كوزن" مطرد أي متتالي و القافية الملتزمة في نظم القصيدة السابقة الذكر, و المؤلفة من "مقاطع" متنوعة القوافي من مقطع الى آخر ,و "أطوال" مقدرة البعد بين طرفي " أجزائها"... اوجدتها بلا شك " الموسيقى المتدفقة "تدفق الماء من منبع بأعلى الجبل" , لتشيع الحركة و الخفة في نغم الشعر .

***الايقاع:
ان أول من استعمل الإيقاع من العرب هو " ابن طباطبا " في "عيار الشعر" عندما قال: « وللشعر الموزون إيقاع يطْرَبُ الفهم لصوابه...»

جاء عن العلامة أحمد ابن فارس " أن هناك علاقة وثيقة بين الايقاع و الموسيقى و الوزن الشعري و أن أهل العروض متفقون على أنه لا فرق بين صناعة العروض و صناعة الايقاع , و أن : صناعة الايقاع = تقسيم الزمان بالنغم , و أن صناعة العروض = تقسيم الزمان بالحروف المسموعة " , و لرسم و تعيين و وضع " الايقاع" في الشعر الشعبي لا بد من توافر ما يسمى " بالحركة – و التنظيم " .
عملية تقسيم الزمان "على مدة من الوقت ثابتة الأجزاء" تأكد على زمانية الايقاع في الموسيقى و الشعر, و كما هو معروف لدى الموسيقيين أن تقسيم الزمان يتم عبر "الحركة" في الموسيقى, و "بالوحدات الصوتية" في الشعر, لذلك لا يمكن لهذه الحركة أن تتحقق دون "تنظيم" يحدد أبعادها " التي هي عبارة عن امتدادات تقاس بها الأشكال " و تجمع عناصرها , و يبقى توقع الايقاع خاضعا لحالة ذاتية شعورية .
ليس "أصلا و مبدأ " بناء الشعر في القصيدة الشعبية عند بعض الشعراء "بالتمييز بين السكون و الحركة" , "الأساس البسيط" عند الخليل ابن الفراهيدي الذي يذهب الى تركيب "الوحدات الصوتية" بما تتضمنه من "حركة و سكون" لتشكيل ايقاع القصيدة بأشكال بالغة التعقيد.
يجب التأكيد على أن " الايقاع الشعري" انما يستمد موسيقاه من الوحدات الصوتية للغة" و لا يمكن أن تتحقق قيمته العروضية الا اذا تناسقت على أساس موسيقي , العناصر التي لا يستعيرها الشعر من فنون أخرى بل يستمدها من اللغة ذاتها.
و على الرأي هذا , فان الشاعر المبدع هو الذي يسعى الى تغيير هذه المقاييس المحددة " كمعيار ثابت", الى ايقاع خاص به , يطوعه و ينوعه حسبما تقتضيه تجربته الشعرية, دون الاخلال بالتفعيلات و نظامها , فيسهم بذلك في تحديد أسلوبه.
القصد من هذا , هو " الايقاع أو الموسيقى" لا " الوزن" و " القافية" لأن الايقاع في الشعر الشعبي خاصة , أوسع من " الوزن" مساحة , يقول البروفسور سليمان جبران فيما نرمي اليه : "لا بد في الشعر إذن من موسيقى معينة تعكس نفسية الشاعر إبّان عملية الإبداع، أو روح القصيدة وجوهرها، وتسوّغ من ناحية أخرى استيعابها من المتلقي ، وذلك طبعا بالإضافة إلى معاني الجمل والتراكيب والألفاظ في سياق جديد متفرّد يخلقه الشاعرالمبدع في كل قصيدة راقية. هذه الموسيقى "المرافقة" قد تكون، كما أسلفنا ، " وزنا دقيقا بالغ الإحكام"، كما في القصيدة الكلاسيكية، وقد تكون "إيقاعا" أقلّ دقّة وانضباطا كما في " قصيدة النثر" . بل إنّ بعض الشعر يكاد يخلو أحيانا من الإيقاع ، فيخسر حينئذ أحد مقوّمات القصيدة الجيدة".
يقول الأستاذ محمد سلطان الولماني" فالإيقاع قائم على الفاعلية بين الشاعر والمتلقي ، فهي حركة تخرج عن السكون ، لتعطي المتلقي إحساسًا بالفرح والسرور أو الحزن والألم.

مرمة * البورجيلة بالمساند
هومضمون شعري غنائي , يبث من خلاله ما يمكن أن يحمل مرارة الصبر في القلب و حرقة السلوى و أوجاع النسيان...تتميز مرمة البورجيلة, بهيكل ( مرمة) عروضي سهل و متواصل الى ما لا نهاية , مرفق * بالرجيلة ( تؤدى مكررة) قولا و نغما , فضفاضة مرنة , تتيح للناظم خيارات شعرية عجيبة في الالقاء و الغناء و تحريك القوافي و تقمص أغراض و مقاصد النظم.
و هي أيضا , ميزان شعري شعبي, على قياس ( حط أرجل , و أرفد أرجل ), تتكون المطيلعات فيها من تشطيرات متماثلة في الوزن و القافية , سميت * بالمساند لامتداد على شكل رباعيات لاثبات العلاقة الهيكلية المتميزة بينها و بين بنية البيت الشعري في القصيدة.

النموذج

البورجيلة

آ لايمنــــي كـــون هاني * تعيا و تسمع ذا الأخبار
* و الصدق من شيمة الأحرار * الرجيلة
نطلب مـــن الله يهديــــــني * و من ناسي العافية.

لا صبت الراح من أحزاني * أعشقت الخلا و القفار
و أهجرت الأحباب و الأوكار
و أهجر النوم من أعياني * و أيام الزمان داوية.

نوصف الزمان بالمعـــاني * و انشبح في ذا الأسطار
لله يجعلــــنا مــــن الأبرار
نمدح النبي العدناني * مول النجمة الضاوية.

صارت الذنوب بالحفاني * كمن يغوص في البحار
الخــــوف و الجهل و الأوعار
آش يسلك في الأكفاني * و الزمهرير حامية

شبهت الزمـــان الفاني * أبجبحة و اعسلها مــــرار
ايامــــك قـــــطرة من البحار
تجري و اتكد و تعاني * و الموت لا بـــد جاية

المساند
آ لايمنـــي لا تخـــــاف * أنا أحملت من الخفاف *عاشرت الزمان باللطاف
* أخســــــارة ليام خاطفة.
أسلكت من واد الجحاف* عاشرت الناس الكفاف* و اخطيت بحور السلاف
* و ريت النــــــاس تالفة.
الغـــــراب دليل الجياف* كسبه من لحم الكتــاف * عايش بالنهب و القفاف
* و الهدرة الشينة في القفا.

أهربــت لله الغاني * أعطاني كنز من الأوقار
فزت بيه من الأخيار
أستغفر الله في ألساني * و نفسي بيه راضية

الخماسة
آ لايمنــــي كـــون هاني * تعيا و تسمع ذا الأخبار
و الصدق من شيمة الأحرار
نطلب مـــن الله يهديــــــني * و من ناسي العافية.

محمد داود
محافظ التراث الثقافي سابقا


القياس و الوزن و بنية الايقاع في الشعر الشعبي ـــ بقلم محمد داود 14502801_10202442855749123_5486547350155157068_n

https://almalhon.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى