السلام عليكم ..............العملاق بن خلوف مؤسس الجفر فى القصيدة الملحونة
.............................و عندما يقولها صراحة و يوضح حقيقة الجفر
............................و عندما يشهد له الشعراء ..و النصوص خير دليل
....
الجفر و جفريات فى الشعر الملحون موضوع كثر فيه الحديث و تشعبت المفاهيم حول حول هذا الموضوع ..و انقسمت فيه الاراء بين من يقول انه تنبؤات و بين من يقول نظرة صوفية و علم موهوب ....نقول و بعد البحث الدقيق و العميق انه ليس تنبؤ هو نظرة صوفية و علم موهوب و استشراف للمستقبل من خلال القراءات الصحيحة للعلوم الشرعية و هو موهبة يهبها الله لمن اراد و فى هذا المقال لا نسترسل فى توضيح علم الجفر و نغوص فى حساب الجمل و علم الحروف اكثر نكتفى بالكلام على الشيخ بن خلوف رحمه الله كيف وضع اسس هذا الغرض الشعرى فى القصيدة الملحونة و بالدليل فى النصوص
للشيخ بن خلوف ثلاثة قصائد جفرية ..الاولى و المعروفة هى ..يا عروس الجنة يا فارس الخلود ..و الثانية هى شديت بيدى لمين قلمى او المعروفة بالمقيمة ..لكن هنا التسمية خاطئة ..لان لا معنى لكلمة المقيمة و انما بن حلوف قال ...هذا الحلة سومها بقيمة و من جراء القراءة الخاطئة اصبحت مقيمة
اذا قلت و له جفرية ثالثة غير معروفة كثيرا و هى التى كتبها الاولى فى الجفريت اسمها الياقوتة هو سماها كذلك فيقول فيها
..خوذ منى ياقوتة فوق جوهرة ..............مثبتة ما ثبت ربى الا مكائيل
..بحرم زمزم و المدينة المنورة .............بحرم صاحب الوسيلة و سيدى جبريل
هذه القصيدة يذكر فيها بن خلوف انه اخذ الاذن من النبى عيه الصلاة و السلام فى رؤية بكتابة الجفر و ترجمته الى اللغة العربية لان كتاب الجفر كان مكتوب بغير العربية و هنا يؤكد بن خلوف و يقول فى احدى قصائده ..انا اللى فالسريان شرحت كتوب ...و يقول بالعبرانية و اللسان العربى ..يؤكد انه يتقن عدة لغات
فبعد ان اخذ الاذن فى رؤية شرع فى كتابة الجفر و هنا انبه ان بن خلوف فى قصيدة يا عروس الجنة يبين ان الجفر كتاب تحصل عليه و هو صغير و يقول
كتاب كبير جبرته يا اهل الكرام ................عند سادات العلم شيوخنا لحبار
طاح فيدى من قبل وجوب الصيام..............حافضه فالخيمة فالليل و النهار
فالسفر امسجل مرشوم فالزمام.................بيه نورى للناس وساوس الخبار
...هذا يعنى ان هذا الكتاب عثر عليه بن خلوف منذ الصغر و انتظر الى سن البلوغ لكى يترجمه و يفهمه...قبل وجوب الصيام ......اى كان صغيرا قبل البلوغ فلما بلغ اراد ان ينقل ما فى هذا الكتاب اى الجفر ..و هنا يوضح القصة فى قصيدة الياقوتة يقول
..عليك نصلى و عليك نزيد بالسلام...........يا حبيب المولى سبحانه الوحيد
..عليك داير دركى يا صاحب الغمام..........يا على اللى سعداته سعيد
..بغيت رغبة عندك يا جد الكرام..............تاذنلى ننصح الاسلام بذالقصيد
..ما يصرا فالقرن اللى جاير يا ترى.........ثبتوها السادات من جيل بعد جيل
..اذن لى سيدى محمد فيما نقول ............عليه صلى الله منور الافاق
..دخيل ليكم اسمعوا يا اهل العقول...........كل من يستبيت يليقله الصداق
...
هنا بن خلوف يوضح بداية قصة الجفر مع الملحون و يتضح ان هو الاول من كتب الجفر لان النسخة كانت عنده هو منذ الصغر و هنا لو ننظر تاريخ ميلاد بن خلوف كان فى القرن التاسع و الكتاب كان بحوزته و هو قبل العاشرة من عمره اى قبل كل الشعراء و هذا دليل على ان الجفر هو من عرفه من الشعراء و لا احد من الشعراء ذكر هذا الكتاب
ففى الابيات التى سبقت يقول ...انه طلب من النبى عليه الصلاتة و السلام الاذن بكتابة الجفر و يوضح انه اذن له
فكتب اول قصيدة الجفر و هى الياقوتة و مطلعها
..باسم الله نسطر الحلة المنورة.............و نوحد عظيم الملك الدايم الجليل
. الصلاة على الهادى خير الورى.........و الرضا لصحابه سادات كل جيل
.خوذ منى لفظ المعنى المعبرة.............سالكة مروية على الهاشمى الفضيل
.قرن اربطاعش فيه هموم ياسرة.........يا الله الطف بالعباد يا جليل
...
اذا بن خلوف عرف كتاب الجفر الاصلى حسب نصوصه و بقى معه سنين حتى تعلم اللغات و فهم ما فيه و تحقق بما فيه مقارنة بالقران و السنة و ترجم كل الاخبار الجفرية الى قصائد و يؤكد انه قديم ...
و لكى نؤسس مقالنا هذا بالادلة لابد من نصوص اخرى تؤكد ان بن خلوف هو الاول من كتب فى الجفر و خير الادلة من شعراء عاصروه و من جاءوا بعده
فهذا الشيخ عبد الغزيز المغراوى يؤكد اسبقية بن خلوف فى علم الجفر و يقول فى جفريته ما يلى
..هذا القرن اللى فرحت فيه المغوية..............كما جاب الامام لخضر فالمنظوم
..شاركته فالحديث شيخ الصوفية.................فى نظم عجيب ما يذمه شى مذموم
هنا يصرح المغراوى ان ما قاله الا ما قاله بن خلوف و شاركه فى القول
و يؤكد الشيخ محمد النجار على ان بن خلوف قد سبقهم لهذا الامر فيقول النجار فى جفريته
..يا الفاهم نظمى عيد على لعراف ..............فاهمين المعنى بقوافيها الموصوف
..كما افتاه الامام مداح جد لشراف..............صاحب الظهرة ما يخفاك ولد بن خلوف
..و ختم عليه المغراوى امام لقواف............و اذا طوالت عمرك مازال عينيك اتشوف
اذا النجار يؤكد ما قاله شيخه المغراوى على ان بن خلوف سباق فى الجفر و الفضل يعود اليه
و شهادة اخرى من عملاق اخر و هو الشيخ مبارك بولطباق ال=ى يقول فى جفريته ان بن خلوف سباق و يؤكد ان الشعراء كلهم سلموا لبن خلوف يقول
..كل ما قالوه السادات راه بان .............كى الخلوفى شاعر قاش من سنة
..طاح فيدى تاريخه غنمت بيه شان.......كل ما قاله يا سادات باينة
..العروسى و المغراوى من زمان........سلموا للخلوفى و عطاوا ماينة
...و هذا دليل اخر يشهد لبن خلوف انه شيخ الشعراء ...و يضيف الشيخ مبارك فى شهادة اخرى و يقول
..سلام الله على المشايخ لحبار...............منهم نلت المعنى كما نال القارى
..الخلوفى كان سابق فى هاذوا لقطار.......مداح المصطفى القرشى المختارى
..و المغراوى خليفته رايس لشعار..........فيلالى صاحب السجية عقارى
..و كندوزه المجتبى الشيخ النجار...........علم الموهوب ليه اهداه البارى
..و لغواطى مع المجدوب البشار...........فى داج الليل هايم القفرة سارى
..و العروسى من ولاد طاها بولنوار.......مجدوب الداج مع البايع و الشارى
..سلامى ليهم قد ما صبت لمطار..........و مافاح الورد بين روضة و زهارى
..مبارك يا اهل الهوى مكوى بالنار.......هايم طول الدجى و سامح فى دارى
..بولطباق الحقيق من زاره يزار..........صابر لما اعطى و قدر البارى
..من عاش يشوف ما نظمته فى لسطار.....و الملقى فالثرى يوم المحشارى
..
هنا الشيخ مبارك يؤكد ان ما قاله الشيخ بن خلوف فى الجفر و نقله عليه الشعراء من بعده حاصل لا ريب و يؤكده فى البيت الاخير
نعم انه العملاق الشيخ بن خلوف ..الفارس المجاهد و الولى الزاهد و المؤرخ الشاهد و الشاعر القائد ترك لنا تراث كبير بقى الا ان نقراه بتمعن و نعطىه حقه و ننصف الرجل
و قالها ....اجتمعوا عندى و عظموا الحق ساعة ..و قولوا يا لسلام كل ما كان فينا
رحمك الله يا سلطان المديح يا من انصفك التاريخ و نسيتك الجغرافية الضيقة ...انك فعلا شيخ الشعراء فى المغرب العربى و مؤسس هذا الفن و واضع قواعد الجفر فى الملحون ...و رحم الله كل الشعراء و تبقى منطقة المغرب العربى تعتز بملحونها عبر الناريخ و يبقى الملحون تحفى الفن المغاربى ....
...................تحياتى .....خالد ياسين شهلال ....مستغانم
