السلام عليكم ..وصباح الجميع بخير
الملحون هل هو اداء ام غناء
ام ترجمة نصوص باللحن و ما هى ثقافة القصيد
و معنى كلمة شيخ
...
كنت بصدد تحضير مقال حول حروف الابجد و اصلها و مفهومها ...و كيف دخلت للملحون و ما حقيقة تاريخها ..لكن بعد طلب الكثير من الاخوة ان اعيد نشر هذا الموضوع مع اضافة شىء جديد لا يسعنى الا ان البى الطلب حتى يكون النقاش مثمر ...الا ان هناك مواضيع كثيرة يجب ان نتطرق لها فى المجموعة و احيانا مواضيع تفرض نفسها من جراء ما نعيشه يوميا من طرف اناس يسعون الى تكسير هذا الملحون و الطعن فى شيوخه ...اسمحولى المسيرة شاقة و الطريف طويل و ..الدودانات بزاااااف
......
قد يظن البعض ان اغنية الشعبى هى نص و صوت و اداء و لحن و مهارة عزف فقط و بهذا نكون قد اقتنعنا ان المهارة فى هذه الاشياء تعطينا شيخا .....شيخ الشعبى ...و مازلنا لا نفرق بين المطرب و المغنى و المؤدى ....لان كلمة شيخ لا تدخل فى مقاييس المطرب و المغنى فهى تعنى اشياء اخرى
فاغنية الشعبى بما انها تعنى بالنصوص التراثية فهى تنفرد باشياء لا توجد فى الطبوع الاخرى ...فلابد ان نفهم ان النصوص التراثية تؤدى بترجمة لحنية ..و لا تغنى لان الهدف هو توصيل رسالة من خلال نص و ليس الطرب فقط و لهذا فالنص التراثى يقرا غنائيا ان صح التعبير و اللحن يكون مرافق للتفصيل فقط و ليس للغناء و الطرب le chanteur chaabi interprete.....لكن هل هذا يكفى ....ان نقرا النص لحنيا و نؤديه بفصاحة و نقول ان فلان شيخ شعبى ....قد يكون مؤدى فصيح ..فى الشعبى لكن شيخ هذه تتطلب اشياء اخرى و اليوم نتطرق لاهم شرط و هو ثقافة القصيد
ثقافة القصيدة....قبل ان نشرح ماذا نعنى بثقافة القصيد ....نطرح سؤال ......ماهو الفرق بين ان نؤدى قصيدة و نعرف قصتها و لماذا قيلت و متى قيلت و فيمن قيلت بقدر الامكان و بين ان نؤدى قصيدة كنص فقط اى قصيدة ..ناشفة كما يقولون ....كيف تكون حالة المؤدى فى القصيدتين ....و ثانيا ..كيف يكون حال الجمهور لو قدم المؤدى ولو لدقيقتين قبل الاداء ...اسم الشاعر و مناسبة القصيدة و متى توفى الشاعر مثلا و من اى منطقة ...يعنى قدر الامكان ....اذا ما ريكم ..اذا المؤدى يعرف قصة القصيدة و اسم شاعرها و منطقة الشاعر و يعطى لمحة عن القصيدة قبل الشروع فى الاداء للجمهور ..هنا يكون قد ظبط خيوط الاتصال الحسى بينه و بين الجمهور يعنى خلق نوع من المفاجئة...و التركيز....و بهذا هو يؤديها باحساسها ....و يركب.كيما يقولو....و الجمهور يستفاد من معلومة جديدة و صحيحة و تتكون ثقافة للملحون و القصيدة ...بصفىة عامة ....و اذا ادى المؤدى القصيدة بفصاحة و صوت جميل فهو مؤدى و اذا فهمها و فهم قصتها و وزنها و اسم شاعرها و منطقتها فهو شيخ ...اذا المشياخة ...الفهم و الحفض و النقل للجيل الذى بعده بمنهجية ......la mechyakha c'est comprendre puis aprendre et enseigner.......و بهذا يكون التحكم فى النص تحكم تام ثقافة و تفصيلا و اداءا ..اذا ثقافة القصيد هى التى تعطى كلمة شيخ و ليس الاداء و الصوت و اللحن ..لان الغناء هو صوت و الة و لحن فقط و الطرب هو الاداء فقط اما الغناء و الطرب زائد ثقافة ما نؤدى و التحكم التام هو المشياخة ....اذا كلمة شيخ لا تعطى هكذا مجانا يا اخوان .اذا القضية قضية مراحل ..الشاب يبدا كمغنى ...ثم مطرب ثم مؤدى ..ثم شيخ ...و بالتالى لو نحسب عملية بسيطة جدا خمسة سنوات على الاقل فى كل مرحلة تصبح على الاقل عشرون سنة
ليصل الى مرتبة شيخ ..يعنى على الاقل يكون فى الخمسين او اكثر من عمره ..هذا بالمسيرة العادية و المثابرة ..تكون هناك عبقريات و لما لا لكنها نادرة لكنها موجودة نحن هنا نتكلم بالموضوعية لان تعلم الملحون و شرحه و فهمه و حفضه يتطلب وقت لان الاغنية الشعبية كلما تقدم السن بالشيخ كلما كان ادائه احسن و خاصة الصوت
لان خاصية الاغنية الشعبية هى التركيز و التفصيل و الفصاحة و التحكم فى ادوات الاداء ..و هنا القضية تتطلب وقت اذا كلمة شيخ هى تحصيل حاصل لان الامر يتعلق بنص تراثى له ابعاد و رسالة ..و المسؤولية كبيرة .....كيف بالله عليكم ..شيخ لا يعرف اسم الشاعر و لا يعرف مناسبة القصيدة و القصيدة ناقصة و خاطئة احيانا ..و نقول انه شيخ .....لالالا هنا ظلمنا الرجل ..اذا اغنية الشعبى لها خاصية تنفرد بها و هى انها عملية مزج بين نص تراثى و لحن تفصيلى و من يجمع بينهم صوت مميز عارف بثقافة النص معرفة ولو وجيزة لكى يعرف و يعيش الواقعة و هنا المشياخة اى ثقافة القصيدة ...و اذا كان كل الشيوخ بهذه المواصفات فهنا نقوول مبروك اننا اسسنا مدرسة الشعبى ....لان الان الشعبى ليس مدرسة .....و من يقول العكس يثبت ما يقول .....و الدليل ..الان لا يمكن ان تكون الاغنية الحالية مرجع للباحثيين و الاكادميين .....لانها خاطئة فى كلماتها و احيانا منسوبة الى غير شاعرها او تعرضت للتبييض كما قيل ...و لهذا الملحون ليس طرب و غناء فهو اذاء و ترجمة لحنية تفصيلية لنص تراثى معلوم الزمن و المناسبة و الشاعر لكى نقول ان المؤدى شيخ و الشعبى مدرسة ....و اذا لم تتحقق هذه الشروط .....فنبقى فى هذا الضجيج الموسيقى و هذا الصوت و القراءة النصية الجافة و فقط ....و نبقى فى هذا التقاليد التقليد ..و يذهب التراث و بهذا تكون الاغنية هى السبب فى موت التراث ......اذا لننقذ الاغنية و لنبعد عنها التهمة .....و الحديث قياس ....شكرا لكم
خ ى ش م ..مستغانم
