في رحاب الملحون المغاربي
اهلا وسهلا بكل الزوار يسعدنا تواجدكم معنا في منتدى رحاب الملحون المغاربي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

في رحاب الملحون المغاربي
اهلا وسهلا بكل الزوار يسعدنا تواجدكم معنا في منتدى رحاب الملحون المغاربي
في رحاب الملحون المغاربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
في رحاب الملحون المغاربي

في رحاب الملحون المغاربي

من شعراء الشعر المغربي العربي الملحون المعاصرين  ذ. مـحـمـد بـوعـابـد Screen69

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

من شعراء الشعر المغربي العربي الملحون المعاصرين ذ. مـحـمـد بـوعـابـد

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

في رحاب الملحون المغاربي


عضو نشيط
عضو نشيط

[rtl]من شعراء الشعر المغربي العربي الملحون المعاصرين
[/rtl]
[rtl]ذ. مـحـمـد بـوعـابـد[/rtl]

[rtl]1 ــ على سبيل التقديم: (وهل ما يزال ثمة شعراء شيوخ معاصرون؟)[/rtl]


[rtl]ما إن يتم ذكر الشعر الملحون حتى يتبادر إلى الذهن أن هذا النمط من القول الشعري العربي المغربي قد توقف أصحابه الشعراء عن الإنتاج فيه، وأنه بذلك يبقى شكلا مرتبطا بالماضي أكثر من ارتباطه بالحاضر، رغما عن أن الدارسين لهذا الفن ــ الجامع بين القول الشعري المتوسل باللسان المغربي العربي الدارج وبين التطريب الغنائي والموسيقي ــ يؤكدون في بحوثهم ودراساتهم أن شيوخ السجية، أي شعراء الملحون، ظلوا يبدعون النصوص الشعرية التي يتم تداولها بين المولعين ويتم إنشادها من قبل المنشدين، أي شيوخ الڱريحة، ويحصل تجميعها وتخزينها من لدن الخزانة، إلى حدود اللحظة الراهنة. وللدارس المهتم أن يسجل أن الشعراء الشيوخ المعاصرين قد غدوا يبرزون في مختلف مدن المملكة (مراكش، فاس، سلا، الصويرة، أزمور...)، وراحوا يظهرون إنتاجاتهم الإبداعية، وإن لم يعودوا يتكاثرون نفس تكاثرهم خلال ما كان يعرف باسم "صابة" الملحون (أي مرحلة الازدهار)، ورغم ندرة الاهتمام بما ينتجونه وعدم بثه عبر وسائل الإعلام الورقية والسمعية البصرية، ومع أن الهيمنة ــ في اللحظة الراهنة ــ تبدو لمن عملوا على تسمية أنفسهم بالـ"زجالين"، والذين يظل الشعر الملحون واحدا من أرقى المرجعيات التي يمكنهم أن يستندوا إليها، جنبا إلى جنب رباعيات سيدي عبد الرحمان المجذوب، وأشكال العيطة، إلخ... رغما عن الاستسهال الذي أضحى يعرفه هذا المجال من قبل العديد ممن يركبون موجاته، إذ يرتدون جبة المجذوب في أحسن الأحوال، أو تعمد الغالبية العظمى منهم إلى رص الكلام العادي الذي يتم تداوله في الحياة اليومية، ولا ينم على أي إبداع أدبي، مثلما لا يفيد الدلالة على أي حس جمالي، وبالتالي لا ينبئ عن موقف معين، ولا يصور أية رؤية محددة للكون وللإنسان.  [/rtl]
[rtl]ومن المعلوم أن طائفة من الشعراء الشيوخ، المعروفين باسم شيوخ السجية، ظلت، خلال القرن العشرين، محافظة على هذا الإرث الثقافي والفني، ولبثت عاملة على استمرار تداول نصوصه بواسطة الإنشاد وعن طريق التدوين والنسخ. وقد ساعدتها على تحقيق هذا المشروع، ذي الأبعاد الحضارية الثقافية والفنية، ثلة من شيوخ الڱريحة المنشدين، والحفاظ، والخزانة، علاوة على المساندة المادية والمعنوية المقدمة من طرف أعداد من الولوعين ــ المنتمين لجموع الحرفيين، والصناع التقليديين ــ الذين واصلوا الالتفاف حولها، لكي تستمر في ممارسة تقاليدها الفنية الثقافية ذات الأبعاد الاجتماعية (نقصد التجمعات الفنية التي يتم تنظيمها مساء كل خميس في بعض المدن كمدينتي سلا وتارودانت.. أو مساء كل جمعة في مراكش مثلا من قبل أعضاء الجماعات التي كانت ملتفة حول واحد أو عدد ممن يعتبرون شيوخا ينظمون الكلام، وهي اللقاءات والتجمعات الفنية التي أصبحت تعرف باسم الجُمَعيات وغدت تنظم من طرف الجمعيات المهتمة بهذا الفن.)، ولكي تعمل على الرقي بممارستها الجمعوية إلى أمداء مكنت من السمو بهذا الفن والأدب إلى إيلائه البعض من العناية اللازمة من قبل الدارسين في الجامعات، وإلى تنظيم لقاءات ومهرجانات تتمحور أشغالها حوله (ففي سنة 1970 نظمت وزارة الثقافة التي كان على رأسها العلامة محمد الفاسي المهرجان الأول لرجالات الملحون بمراكش، واستمرت جمعية هواة الملحون على تنظيم العديد من الملتقيات، وعملت على إعادة الحياة إلى مشروع تجميع أهل الملحون في إطار جمعوي شامل سنة 2010، وكذلك دأبت جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد على تنظيم العديد من المهرجانات منذ أواسط السبعينيات من القرن العشرين، مثلما نجد غيرهما من الجمعيات التي تنشط في بعض المدن العتيقة ما فتئت تنظم مهرجانات تتمحور أشغالها حول هذا الفن نذكر منها مهرجان سجلماسة، ومهرجان فاس...). وإذن فبفضل هؤلاء الشيوخ المبدعين لنصوص شعرية ملحونة جديدة تناولت قضايا ومستجدات العصر، وبفضل الحفاظ والمنشدين للنصوص المتوارثة منذ الشيوخ (المصمودي والمغراوي وامثيرد وغيرهم)، وبدعم من هؤلاء الولوعين والمحبين لهذا النمط من القول الشعري المغربي العربي الملحون ، أمكن الرقي بالعمل الجمعوي المتمحور حوله، كما كان من الممكن إيصال هذا الفن إلى الشباب، عبر بعض المعاهد الموسيقية، ومن خلال الفنون الحديثة كالمسرح وأغنية الأجيال، مثلما تمكن الباحثون في الجامعات من الحصول على نصوصه لكي يجروا عليها دراساتهم التي تطول أشكاله الفنية وأعاريضه، بلاغته وموضوعاته، ارتباطاته بغيره من الأشكال الفنية وبكل مستويات الثقافة والحضارة في مغرب القرون التي توالى فيها حضوره وإشعاعه، بل لقد تمكن العلامة محمد الفاسي من إصدار الأجزاء الستة من "معلمة الملحون" التي اشتملت على الدراسات والبحوث التي أجراها على هذا الشعر، والتي احتوت تراجم وتعريفات بعدد كبير من شعرائه الشيوخ، كما تضمنت عددا لا بأس به من النصوص في مختلف الأغراض (العشاقي=الغزل، الربيعيات=وصف الطبيعة، التصليات والأمداح...). وبعد ذلك استطاعت أكاديمية المملكة المغربية، برئاسة وإشراف من لدن الدكتور عباس الجراري وعضوية ثلة من الخزانة والحفاظ والأساتذة الباحثين، أن تصدر دواوين لأهم شعراء الشعر الملحون (نذكر منهم: المغراوي، امثيرد، ولد أرزين، عبد القادر العلمي، السلطان ي.حفيظ ...).[/rtl]
[rtl]وإذا كان الدكتور الجراري قد اعتبر الشعراء الشيوخ الذين تيسر لهم أن يظهروا خلال القرن العشرين (من أمثال ابن علي المسفيوي والعيساوي الفلوس ومحمد بن عمر الملحوني ومحمد بلكبير ومحمد العوفير...) يمثلون استمرارا لمرحلة الازدهار، أو لنقل إنهم بالضبط يشخصون بعض ممثلي الحقبة الثالثة من هذه المرحلة بما أنهم قد شكلوا ـ بحسب د.الجراري ـ ((... آخر بريق لنهضة الزجل.)) [الزجل في المغرب: القصيدة]. فإن من الشعراء الشيوخ المعاصرين الذين ظهروا بعد هؤلاء السابقين، والذين ورد ذكرهم في ما أخرجه إلى القراء والباحثين رائدا الاشتغال على هذا الفن والأدب، أعني كلا من الأستاذ العلامة محمد الفاسي، والأستاذ الدكتور عباس الجراري، نجد الأسماء التالية: الشاعر الشيخ الحاج أحمد سهوم، والشاعر الشيخ عبد المالك الأيوبي، والشاعر الشيخ الأستاذ عبد المجيد وهبي... ويمكن للباحث أن يضيف إلى هذه اللائحة أسماء شعراء معاصرين آخرين أورد ذكرهم الأستاذ فؤاد جسوس، حين ترجمته إلى الفرنسية للبعض من إبداعاتهم الشعرية الملحونة وإخراجها ضمن مصنفه المعنون: "أنطولوجيا الشعر الملحون المغربي Anthologie de la poésie du Melhoun marocain" من أمثال: محمد النميلة، محمد الحضري، مولاي إسماعيل السلسولي، إدريس رحمون... وإلى جانبهم يمكن لنا أن نذكر أسماء البعض ممن نعرفهم من الشعراء المبدعين المعاصرين الذين لا يزال صيتهم منحصرا بين أقلية من الولوعين والمتابعين: الحاج عمر بوري، وأحمد بدناوي، والدكتور فؤاد اليوسفي، وعبد الإله المعتصم... ورغم كل هذا علينا أن نتحفظ من كل ادعاء أجوف، أو زعم واهم وواهن، قد يستفاد من ما سجلناه أعلاه، فنحن لا نروم إفادة الدلالة على أن هؤلاء الشعراء المذكورة أسماؤهم هم كل شعراء الملحون في اللحظة الراهنة، فلا بد أن هناك غيرهم ممن لم تتيسر لنا إمكانية الإطلاع على أشعارهم، ما دام قد بلغ إلى علمنا أن ثمة من يكتب الشعر الملحون بالفرنسية وينشده في بعض المحافل، وبما أن هذا النمط من القول الشعري الملحون لا ينحصر إبداع نصوصه وإنشادها على المغرب الأقصى، بل يمتد إلى المغرب الأوسط.  [/rtl]
[rtl]2 ــ أهم خصائص ومميزات شعر شعراء الملحون المعاصرين: [/rtl]
[rtl] سجلنا في ما سلف أن الشكل الشعري المهيمن على الساحة المغربية في الوقت الحاضر يظل هو ما أطلق عليه أصحابه اسم"الزجل"، إذ ما نفتأ نستقبل العديد من المحاولات والكتابات التي يتقدم بها أصحابها، مجنسين إياها ضمن هذا المجال من القول الشعري. وقليلة ــ حد الندرة ــ هي المحاولات والكتابات التي تفصح عن انتمائها إلى مجال القول الشعري العربي المغربي الملحون. [/rtl]
[rtl]وإذا كان الشعراء الشيوخ، الذين أبدعوا قصائد الملحون منذ مئات السنين، ينتمون في أغلبهم إلى فئات الحرفيين، كما في أقلهم إلى بعض الفئات الاجتماعية العليا: كالعلماء والتجار والأمراء والملوك. فإن الشعراء الشيوخ المعاصرين ينتمون إلى الفئات الاجتماعية الوسطى المتعلمة، إذ أضحينا نجدهم في الغالب الأعم متعلمين، فمنهم الأستاذ المدرس، ومنهم المحامي، والطبيب. وكان القدماء من شعراء الملحون قد استندوا في ترويج وإشاعة أشعارهم على شيخ الڱريحة(=المنشد)، والحفّاظ (=الراوية لشعر الشاعر)، وعلى الخزّان (المدوّن لذلكم الشّعر، والعامل على صيانته ومواصلة تداوله عبر الزمن). ويبدو أن شعراء الملحون المعاصرين ما يزالون يتابعون السير على نفس النهج، رغم توفر إمكانيات التداول الورقية والسمعية البصرية والإلكترونية، ذلك أننا لم نجد منهم من عمل على إصدار ديوانه الشعري الورقي، توفيرا لمادة شعرية قابلة للغناء وممكن إخضاعها للدراسة، سوى الشاعر الأستاذ محمد النميلة الذي عمل على إخراج ديوانه الموسوم"صيحة القلب" في صيغتين: صيغة الديوان الورقي، وصيغة الديوان المسموع في شكل CD.[/rtl]
[rtl]ويمكن لقارئ الشعر الملحون المعاصر أن يتبين كيف أن شعراءه يسيرون على نهج أسلافهم من حيث المضمون كما من حيث الشكل الفني، فيوظفون نفس المعاجم اللغوية، ويعالجون ذات الموضوعات والتيمات التي تمت معالجتها من قبل هؤلاء الأسلاف، ولا يتوانون عن استثمار نفس الآليات البلاغية والعروضية التي استكشفها واشتغل بها أسلافهم هؤلاء. ويمكن أن نمثل لذلك بما ورد ضمن غرض الغزل المعروف عندهم باسم "العشاقي"، والذي لا يبعد فيه الشاعر الشيخ عن استنساخ نفس المعطيات التي نلفيها عند من سبقوه إلى القول في نفس الغرض. كتب محمد الحضري في قصيدة"نبيلة" قائلا: [/rtl]
[rtl]((يا اللي صلت على البنات، يا ضيا نور هلالي/يا العذرا يا تاج الزين يا غزالي نبيلة[/rtl]
[rtl]جار عني الغرام  يا لايمي وحرك لقتالي/هاكذاك افناني يا من اتسال والذات انحيلة[/rtl]
[rtl]الغرام أوعدي حربو صعيب جرد الانصالي/جار عني وقهرني فاللطام بسيوف اسقيلة [/rtl]
[rtl]هاكداك أنيا سيدي سكن وسط ادخالي/كيف نعمل واش المعمول نار الغرام شعيلا[/rtl]
[rtl]نار الغرام ما تطفيها بحور يا اللي يصغى لي/غير من نهواها تشفق من عدابي الطويلا[/rtl]
[rtl]روح داتي ومنا قلبي علاج ضري وعلالي/يا ترى تنعم لي نرمي حمول كداري العليلا))[/rtl]
[rtl]وبإمكان المطلع على قصائد الغزل "العشاقي" في الملحون أن يلاحظ كيف استعاد محمد الحضري في لغته ومعالجته لموضوعه نفس الآليات التي ألفنا الإطلاع عليها منذ الشعراء الشيوخ القدامى، فالغرام يتقدم عنده في صفة كائن ظالم وقادم متسلحا يروم المواجهة الحربية. وفي نفس الغرض الشعري يقول الشاعر الشيخ محمد النميلة في قصيدته التي عنوانها "الشيك":[/rtl]
[rtl]((هذاك الشيك أحبيبي دفعو فحسابك وصبر /لولا ملزوم بالفقر/ نسخى بكثير في جمالك لكن اليد قاصرا[/rtl]
[rtl]      ما ناش وزير ليه ديوان وفيه مشاوري اسمر /يامر ويعاود ينهر/طاعة لفخامتو يجريو الكل يقول ما جرا[/rtl]
[rtl]ما نا قايد يا حبيبي باشا فمدينة الحضر/ وعلى شانو على الكبر/ عايش فالخير كيمثالو والمونة ليه حاضرة[/rtl]
[rtl]ما نا سياسي محنك والحزب بي شهر/طامع شلا على الدهر/ نصبح والي على مدينة ولا سفير يا ترا[/rtl]
[rtl]ما ناش طبيب ماهر يداوي للمعلول كل ضر/ والمال التايق ينهمر/ شايط عليه خير شلا بالعيادة العامرا[/rtl]
[rtl]ما نا محامي يرافع فيديه الصولدي وفر/ ڱاع القاعة إلى هضر/ تصمت وتصيغ له كلمة فالقضية الواعرا))[/rtl]
[rtl]وإن القسم الذي استشهدنا به من قصيدة محمد النميلة ليمتلئ بالألفاظ والعبارات الدالة على ما هو اجتماعي بحمولة جديدة، نذكر منها: ((الشيك ــ دفعو فحسابك ــ سياسي محنك ــ الحزب ــ والي ــ سفير ــ العيادة ــ محامي يرافع ــ القاعة ــ القضية )). وتجاورها ألفاظ تحيل على ما هو تقليدي، يستمدها الشاعر الشيخ من الموروث الثقافي والاجتماعي المغربي، نذكر منها: (( أمشاوري ــ قايد ــ باشا ــ أعلا شانو ــ المونة ــ المال التايق ــ الصولدي.)). والحديث في هذا النص الشعري تتوجه به الذات الشاعرة إلى من تناديه: ((أحبيبيǃ))، مما يدفع المتلقي له إلى اعتباره ــ كما أشرنا ــ نصا غزليا، يعبر فيه الشاعر عن عواطفه تجاه هذا المخاطب، ويصور فيه ــ في الوقت نفسه ــ مظاهر من الواقع الاجتماعي، مفصحا عن موقفه من الفقر المادي والفقر الفكري والإبداعي الذي أضحى يعانيه الأدب والشعر الملحون بالأساس. فمما يقوله محمد النميلة في القسم الثالث مصورا حالة من الفقر الواصلة حد العدم: [/rtl]
[rtl]((ما لي ف البيت غي حصيرة مليت عييت ما نشر/وايزار قديم للسمر/ ولحافة منها الحلفة بانت وشتاقت إبرا[/rtl]
[rtl]والخزنة من قصايد الشيخ الجيلالي وبوعمر/والملكيات د الجفر/ والمعلمة على كتاب الملحون وفيها برا...))[/rtl]
[rtl]لينتهي إلى القول في القسم الخامس ما يفيد الدلالة على تأسفه للحال التي أضحى يعيشها الشعر الملحون:[/rtl]
[rtl]((أنا المولوع بالنظام والقوافي رايق الشعر/عندي موزون والنثر/ شيخ فلكلام والسجية من فضل الله وافرا[/rtl]
[rtl]لكن الشعر أحبيبي ما لو فزمانا اقدر/ والشاعر كيدوق مر/ ما لو قيمة ولا مرتبة راني بڱرايحي درا[/rtl]
[rtl]آش المعمول في بلادي والكلمة لونها اصفر/ والكاتبها سوى صفر/  والموهوب أحبيب قلبي قتلوه بلا مشاورا[/rtl]
[rtl]نبكي أنا على الملحون أهلو حفرو لو قبر/من قبل نهاية العمر/ دفنوه الرافضين تطويرو ما قبلو محاورا...))[/rtl]
[rtl]وانطلاقا من هذه المحاولة في مقاربة هذا النص الشعري لمحمد النميلة، يمكن القول إن هذا الشاعر مثلما حاول التجديد على مستوى المعجم اللغوي، سعى من أجل تجديد المضامين الشعرية وجعلها مسايرة للواقع المعاصر. إذ لاحظنا كيف أن الألفاظ الحاملة لمعان حديثة تحضر بقوة، وكيف تحول غرض الغزل في هذا النص إلى مناسبة لتناول غرضين اثنين: أولهما تصوير الوضع الاجتماعي الذي يعيشه الفقراء، والثاني تصوير الوضع الفني الذي يعيشه الشعر الملحون والدعوة من خلال ذلك إلى العمل على تطويره أشكالا ومضامين.[/rtl]
[rtl]استنادا إلى كل هذا نخلص إلى أن شيوخ الشعر الملحون المعاصرين يتراوحون بين السير على نهج أسلافهم، وبين العمل من أجل التجديد، خاصة على مستويات: المضمون، واللغة: معاجم وأساليب، والتصوير الفني. ولكن، يبقى الإيقاع الموسيقي (الخارجي والداخلي) في حاجة ماسة إلى الدراسة العلمية لسبر أغواره، ولإقدار الشعراء الشيوخ على التمكن من التجديد فيه.[/rtl]
[rtl]3  ــ الشيخان الأحمدان، والسعي نحو تجديد الشعر الملحون: [/rtl]
[rtl]رغبت في تخصيص هذه الفقرة الأخيرة للحديث عن شاعرين شيخين من شيوخ الشعر الملحون المعاصرين، يشتركان في حمل نفس الاسم، ويتوفران على حضور متميز في ساحة الإبداع الشعري المغربي العربي الملحون، كما يتميزان ــ في اعتقادي الشخصي ــ بسعيهما الحثيث نحو المساهمة الفعالة في العمل من أجل تجديد هذا الشعر.[/rtl]
[rtl]1ـ 3 ـ الشيخ أحمد سهوم: يحضر هذا الشاعر الشيخ بقوة وطنيا على مستوى ساحة الإبداع الشعري المغربي العربي الملحون. وكما يحضر بأشعاره التي يتم التغني بها في العديد من المحافل والمهرجانات، فإنه يحضر في ذاكرة المستمعين للبرامج الإذاعية التي كانت تبثها الإذاعة المغربية وطنيا منذ ستينيات القرن الفارط وحتى السنوات الأخيرة. إنه الحاج أحمد سهوم، الذي ولد سنة 1936 بمدينة فاس ضمن أسرة شديدة الفقر وكثيرة عدد الأبناء. وتبنته امرأة ميسورة الحال، ثم بعد التعرف عليه من طرف الشاعر السيد إدريس العلمي((... وهو يومئذ من هو في شعراء الملحون...)) تم الزج به في عوالم الشعر الملحون بقوة، إذ غدا منشدا وراوية لأشعار هذا الشاعر. كما أنه ــ بعد ارتباطه بمهنة الخرازة ــ تمكن من الارتباط بالعلم والمعرفة وبالسياسة وطنيا ودوليا، فقد قال في استجواب أجرته معه جريدة "شؤون جماعية" خلال يناير 1993 : ((... لقد تعلم أحمد سهوم داخل السور بفاس القديمة، وبالضبط في حي مولاي عبد الله، مبادئ الخرازة في دكان الخراز محمد الطالب. وفي هذا الدكان كان يجتمع الناس من مختلف المستويات والاهتمامات، يتبادلون الفن والعلم والأفكار الوطنية، وجديد الأخبار المحلية والدولية. فكنت تجد بهذا الدكان الأمراء.. (...) وكنت تجد إلى جانبهم العلماء والفقهاء. وكان يتردد عليه المرحومان علال الفاسي ومحمد بلحسن الوزاني، قبل أن تفرقهما السياسةǃ كان ذلك بين سنوات 1945 و 1947 قبل سفر المرحوم محمد الخامس إلى مدينة طنجة سفرته المشهورة. في تلك الفترة التحق أحمد سهوم بمدرسة القرويين. لكن سلطة الملحون عليه كانت قوية، فقد ترسبت في وجدانه كأمواج جارفة، ولم يشعر طالب القرويين إلا وهو محاصر من كل جانب بالملحون، يقرأه ويفسره، باحثا عن مصادره وروافده، منشغلا به إلى درجة التصوف.))[/rtl]
[rtl]ونعلم أن هذا الشاعر الشيخ اشتغل موظفا في وزارة الثقافة خلال السبعينيات، وأنه كان من المشرفين على تسيير جلسات المهرجان الأول لرجال الملحون الذي نظم سنة 1970 بمدينة مراكش، كما نعلم أنه قدم العديد من البرامج الإذاعية التي قدم فيها مقارباته للكثير من القضايا المتعلقة بفن الملحون، والتعريف بشيوخه، وقد أصدر سنة 1993الطبعة الثانية من مؤلفه الذي عنونه ((الملحون المغربي)). لكنه، لحد الساعة، لم يصدر قصائده وسراباته الغزيرة والوفيرة في أي شكل من الأشكال الكتابية أو السمعية. [/rtl]
[rtl]وقد تمكن الحاج أحمد سهوم  من استيعاب وتمثل هذا الموروث الشعري المغربي، فكان هذا بالتالي هو ما أهله لأن يبدع العديد من نصوص الشعر الملحون، مستثمرا لغته العربية الفصيحة والمغربية الصريحة لتناول ما سلف للقدامى من شعراء هذا الشعر أن تناولوه في أزمنتهم، مع إسباغه إياه بسبغة تنضح بما يشي بأنه من إبداع أحمد سهوم، إذ نلفيه معبرا عن رؤية للكون وللإنسان تمتاح من الثقافتين العالمة والشعبية، وهي رؤية تنفتح على كل الآفاق، وتستفيد بذكاء من كل التجارب الشعرية والرؤى الإنسانية. فلغة الحاج أحمد سهوم تستمد نسغها من جمعه بين تجذر معرفته بهذا الأدب المغربي الصميم وإطلاعه على الأدب والفكر العربي القديم والحديث. وتصويره الفني تمتزج فيه المعرفة بالإحساس العاطفي الذي يحمله لموضوعه بخياله الدفاق. فمثلا يقول في حق الشعر الملحون مستثمرا معرفته بنشأته وترعرعه، وصابغا ذلك كله بما يحمله وجدانه من محبة لمدينة البهجة الحمراء:[/rtl]
[rtl]((هذا الملحون زاد في سجلماسة === واللي نشؤوه كلهم ناس دراوش[/rtl]
[rtl]انشأ بين اجريد علا وعسى === يكبر بين اجريد يبدا ينتاعش [/rtl]
[rtl]ودرك ما راد فالترابي واتواسى === حيث تربى ترابي لفشاوش [/rtl]
[rtl]ربّاتو لالّة البهجة بكياسة === وصبح بين الفنون يفخر ويفايش [/rtl]
[rtl]وفضل هذا البلاد ما كيتناسى === عند ناس الفن من مضى واللي عايش[/rtl]
[rtl]حياك الله يا مدينة مراكش))[/rtl]
[rtl]ففي هذا "العروبي" يخبرنا الشاعر بأن الشعر الملحون نشأ أول ما نشأ في منطقة تافيلالت، وبالضبط في مدينة سجلماسة، ثم كان له أن ينمو ويترعرع في مراكش، التي يفصح الشاعر عن أن لها فضلا معترفا به من لدن (ناس الفن من مضى واللي عايش)، ليأتي في آخر شطر فيفصح عن عاطفته تجاه هذه المدينة من خلال الدعوة لها بالحياة. وهذا الشطر الأخير من العروبي يسمى "الردمة"، وفيه يختزن الشاعر كل ما رامه من صياغة النص ككل.[/rtl]
[rtl]ولعل من خلال هذا النموذج نستطيع أن نلاحظ كيف تمكن الشاعر الشيخ أحمد سهوم من استثمار لغته العربية المغربية لمعالجة موضوع جديد في ديوان الشعر الملحون هو نشأة هذا الشعر نفسه وتبلوره بين سجلماسة ومراكش. ويفضي بنا هذا إلى الوقوف على تجربة تجديدية أخرى أنجزها هذا الشاعر الشيخ وتضمنها كتاب "أنطولوجيا الشعر الملحون المغربي". وقد قدم لها صاحب هذا المصنف فؤاد جسوس بكلمة، مما ذكر فيها: أن الشاعر فيلالي الأصل، وأنه يقطن الصويرة بعد ما قطن فاس وسلا، وله رصيد من الأشعار مهم جدا، تطرق فيه (... إلى مواضيع شتى، الحديثة والفلسفية وغيرها.). يقول الشيخ أحمد سهوم تحت عنوان: [/rtl]
[rtl]((شعر عن الشعر))[/rtl]
[rtl]((شوف الشعر أ صاح كيف واتاه التاج ؤ كيف  جالس على عرش التعبير[/rtl]
[rtl]ها هو في قبة النصر واجناس القول في احضرتو أومارة[/rtl]
[rtl]شوف الأرض أ صاح بارزة في حليها وحللها ف جو اللا ليه نظير[/rtl]
[rtl]شوف الوان عرست المطر عد الوان الفنون في كل عمارة[/rtl]
[rtl]شوف حراج نواور العفا كي طهجات اليوم والنحل ف الحرجات كثير[/rtl]
[rtl]إيدندنوا للورد والزهر والفراش يتراقص بلا فتارة[/rtl]
[rtl]واسمع لي يا صاح هارموني د صبيهان الاطيار سوسان مع سنتير[/rtl]
[rtl]والرش مع التعارج والطر وحصور كيف ك يجي بلقيتارة[/rtl]
[rtl]أو ملك القول جالس على عرش التعبير شوف محيا وجه الخير[/rtl]
[rtl]فاق بضيو طلعت البدر أو ف لوهج فايق على الزهرة[/rtl]
[rtl]شوف أصاح النور والضيا والسنا واستنشق لعطر والطيب أو لعبير[/rtl]
[rtl]عيش معانا يومنا الغر تكريم الشعر فيه مجد الشعارة[/rtl]
[rtl]===[/rtl]
[rtl]أو الشعر اللي كرموه عشاقو في هاذ الربيع دفقة من فيض غزير[/rtl]
[rtl]بالشعور أو باش أما اشعر يتدفق في حروف تجمع عبارة[/rtl]
[rtl]أو حديث النفس كلما حسات ب إحساس خرق عادة يخرج تفسير[/rtl]
[rtl]لكل ما جد من أمر أو ف تفسيرو الكشف عن ما يتوارى[/rtl]
[rtl]أو كلام القلب تيقولو للناس بلا الفاظ معروف القلب اخبير[/rtl]
[rtl]ويلا يخبر صادق الخبر منو يستلهمو عقول الخبارى[/rtl]
[rtl]تيهدم ويعاود يبني ويشطب ويعاود يمحي مبلي بالتغيير[/rtl]
[rtl]كما كان ف قادم العصر باقي للآن فيه الادهان حيارى[/rtl]
[rtl]أو جاو اللي عرفوه بأنو قبض ريح هكذا قالوا فالتنظير[/rtl]
[rtl]قبض ريح أو ساعة يظهر يشعل في كل درب للناس منارة[/rtl]
[rtl]===[/rtl]
[rtl]قبض ريح الشعر ويبعث ذكريات الروح ف المقام العالي لعطير[/rtl]
[rtl]والنفخة د الروح من أمر رب العزة ؤ جات تصنع حضارة[/rtl]
[rtl]قبض الريح  أو صاغ وجدان ابنادم مسكين من قبل ياتيه التذكير[/rtl]
[rtl]ونشأ ذوق السمع والنظر يتذوق بيه ما يسمع ؤ ما يرى[/rtl]
[rtl]قبض الريح الشعر ؤ يحيي أمم ؤ يفشي الآمال ؤ عندو تأثير[/rtl]
[rtl]على العقل والذهن والفكر ؤ ف المهجة يقيم حضرة عمارة[/rtl]
[rtl]قبض الريح ؤ قادر يحملنا من ليل اللغط والظلام الى يوم التنوير[/rtl]
[rtl]ويقيم النهضات وينشر عبق الماجدين ف الدار ؤ دارة[/rtl]
[rtl]قبل الحرف الشعر كان يتماوج بين ابنادم لخرس يسر لو العسير[/rtl]
[rtl]بالملمح واللمس والنظر والعبارة خلاقت من الاشارة[/rtl]
[rtl]===[/rtl]
[rtl]ونهايت قولي الشعر نفحة من عالم الخلود لو جات العمر قصير[/rtl]
[rtl]يعمر ما طايل الدهر ؤ ف الملحون بنسليمان إيمارة[/rtl]
[rtl]أما من كانوا هنا ؤ ماتوا و تنساوا و فناوا ما عاد لهم ذكير[/rtl]
[rtl]ؤ كانوا بالجاه والقدر ومنين امضاوا ما بقات لهم شارة[/rtl]
[rtl]هوميروس ؤطاغور ... والخيام ألدابا باقيين حيين ؤ غير ؤ غير[/rtl]
[rtl]ذكر امرئ ألقيس ما فتر والهذالي ؤ عنترة والشنفرى[/rtl]
[rtl]ؤ جلال الدين، ؤالمتنبي، والتلميذ... مولى منطق الطير[/rtl]
[rtl]ومن المغراوي للحبر وقبل منو ؤ بعد صفوة مختارة[/rtl]
[rtl]هاك أراوي شعر عن الشعر أو كما هو الشعر ما شي ولد التفكير[/rtl]
[rtl]ؤ ما شي ف الخاطر إيخطر، ف المهجة فين المنابع همارة[/rtl]
[rtl]قلب يحب الشعر قلب راقي ذواق رهيف قلب نوراني قلب كبير[/rtl]
[rtl]يتاسع لله ف الكبر، عساك الخلق على الأرض السيارة[/rtl]
[rtl]واسمي ما يخفى على هل الفن أحمد سهوم طالب السراج المنير[/rtl]
[rtl]يغفر لو في ساعة يحشر، ومع مسك الختام تاتي ليغارة[/rtl]
[rtl]صلى الله على اللي استمع بين اصحابو لما نظم كعب بن زهير[/rtl]
[rtl]ؤ جازو بالبردة ستر، وعفا عنو ؤ صار فهل لخيارا))[/rtl]
[rtl]ويكفي ــ في اعتقادي ــ أن نتأمل هذه القصيدة فندرك كيف تعامل الشيخ أحمد سهوم مع موضوعه فيها، وأن نتذوق مستمتعين باللغة التي توسل بها لصياغة رؤاه، ونستكتشف كيف أنه عمل على الدفاع عن الشعر والحاجة إليه في الحياة الإنسانية، مستثمرا معارفه التي استمدها من الثقافتين الشعبية والعالمة، والتي تفصح عنها ألفاظ وتعابير عالمة من قبيل: (الشعر ... دفقة من فيض غزير ــ حديث النفس ــ  تيهدم ويعاود يبني ــ قبض ريح هكذا قالوا ف التنظير ...)، وذكره لأسماء الشعراء الأعلام ذوي الصيت العالمي الذين لم يسبق لنا العثور عليهم عند شيوخ الملحون السابقين على الشيخ سهوم: (هوميروس اليوناني صاحب ملحمتي "الإليادة" و"الأوديسا"ــ طاغور الهندي ــ عمر الخيام الفارسي صاحب "الرباعيات" ــ جلال الدين الرومي صاحب "المثنوي" ــ فريد الدين العطار النيسابوري صاحب "منطق الطير")... لقد شخص سهوم الشعر وجسده في صورة ملك يحكم على كل أنماط التعبير الأخرى، وربط ذلك بمناسبة تحبيره لهذه القصيدة: [/rtl]
[rtl]((عيش معانا يومنا الغر تكريم الشعر فيه مجد الشعارة)).[/rtl]
[rtl]وكم كان بودي التوقف عند تجربتين شعريتين أخريين أبدعهما الشيخ أحمد سهوم، تتصل أولا هما برثاء الشيخ الحفاظ محمد بوستة الصويطة، وقد اعتمد فيها آليات التشبيه والاستعارة لتناول موضوعات الصحبة والموت، واستثمر رموزا استمدها من عالم الطيور للحديث عما يجمعه بصديقيه المنشد الشيخ محمد بوستة والشاعر الشيخ عبد المالك اليوبي. وتتعلق الثانية بنص يبدو في ظاهره مندرجا ضمن خانة الشعر العشاقي "الغزل"، لكننا بالإنصات لنبضه العميق نستشف أن الشاعر يتناول فيه موضوعا فلسفيا هو هذه القدرة التي يتميز بها الكائن الإنساني والتي نسميها العقل، وقد امتزجت فيه معاني الإحساس والفهم والحدس والقدرات على التفاعل مع الوجود، وقد كنى عنها باسم علم هو "نهى"، وجاء بلازمتها كما يلي:[/rtl]
[rtl](( هي للنهور ضياه والعطر هي ليه اشداه/ ونيا باقي طين كيف كنت أو رفعت لي جاهي/ ملاكي نهى))[/rtl]

https://almalhon.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى