السلام عليكم
دائما من خزانة الملحون فى مستغانم
مع الفقيه الولي شاعر الجفر سيدي امحمد بن عودة
....
كما كنت دائما اقول و لكى اوضح اكثر للاخوة و المتتبعين الملحون الجزائري و خاصة غرض الجفر الذى هو خاصية جزائرية تناوله الرعيل الاول من الشعراء فى الجزائر و كما وضحه العلامة ابن خلدون ان الجفر كان اما رؤية صالحة او كرامة من كرامات الاولياء و كما هو معروف لدى العلماء و المفسرون و بعد ان كتبنا عن الولي الصالح سيدى عيسى الاغواطى اليوم ان شاء الله سنعطى نبذة ولو قصيرة على الولي الشاعر سيدى امحمد بن عودة كاتب الجفر
ولد الشاعر الولي سيدى امحمد بن يحي بن عبدالعزيز المكنى بن عودة نسبة الى مربيته عودة بنت سيدى امحمد بن علي المجاجى المعروف بابن البهلول صاحب الزاوية فى غيليزان ..قلت ولد فى شهر رجب سنة 972هه فى نواحى واد مينا غيليزان فى الغرب الجزائري
اشتهر سيدى امحمد بن عودة ببطولاته فى مكافحة الاحتلال الاسبانى فى القرن السادس عشر ميلادى فى شواطىء تنس و مزغران فى مستغانم و شواطىء وهران و كان مكلف بقوات الحراسة و الرباط على السواحل حتى لقب بالمرابط و قاد عدة معارك ضد الاسبان بين سنة 1517م و سنة 1580م..و بهدا فان سيدى امحمد بن عودة عاصر الشيخ بن خلوف و مبارك بولطباق و الشيخ معمر بن عبيدة كلهم املياء صالحين فى القرن الممتد بين التاسع و الحادى عشر هجرى ..جمهمور كبير
و بعد حياة حافلة بالزهد و الجهاد و التدريس توفي سيدى امحمد بن عودة فى سنة 1034 هه و كتخليدا له امر الباي التركى محمد الكبي ببناء ضريح تخليدا له مازال ليومنا هدا
و كما نرى فان كل شعراء الجفر هم اولياء الله الصاحين و ما عدا هذا لا يعتبر جفرا و انما يدخل فى غرض الوقتيات و كنت قد نشرت مقال وضحت فيه الفرق بين الجفر و الوقتيات و ساعيد نشره
و للشيخ الشاعر سيدى امحمد بن عودة عدة قصائد و عدة جفريات و اليوم سانشر مقطعا من جفريته المشهورة
..
يا سايلنى نعيد لك شاين يوقع.............و اتصنت ما يقول ضروك بن عودة
جات جنود للوطن من كل اطبع.........مختلفة فى افعالها دين و عادة
ملك الله ضاق كلته ماكان اوسع.........و انقسمت لرض كى الجنبة بالفردة
حرف التا والثا الخارجى فيها يفزع.....اهلك جنده و راح مسلم الشهدة
عسله يبقى على الشوابر يتوزع.........وجنود الحرب سلموا و اعطاو الصدة
...
صلى الله على النبي يا من تسمع........هذا شى قريب و ما يبقى لبدة
...
يا سايلنى نعيد لك هادى لخبار..........قصة لرفاق شفتها بالبصيرة
كى جا الفنصو.و خلطها كى الفار......مطمورات الغش لبدة محفورة
سم الانسان يقل غيل بلا عار..........و سقاوه كاس مات موتة بالغدة
...
قصة الافاق كم فيها ماللهوال..............و يشيب اللى رضيع فى ذيك القصة
شاو الحال ينوض فالغرب القتال.........فاس و مكناس حدها سوس الاقصى
اتجى نجمة بذيلها داير مشعال...........ابراة امير زين مطبوع القصة
فى حكم الفبلغار ثم تتلاقا لبدال..........معناها واقعة فى حلب و حمصة
..
معتاها نوضة على الروس و باريز........و الرومانى اذا اطلق النار الكبرا
و اهل الشيعات يسلمو ماكان عزيز.......كى وقعة حنين و بدر الكبرا
معتاها نوضة على كفار انقليز............معتاها نوضة على البيت الحمرا
....
صاحب كربلة ينوض...............و عليهم لا وين يغدا
بمحال الكفار يعرض.............ما يترك ملعون يغدا
بسيفه يمضى فالمبغض..........تبقى غير اهل السعادة
يخرجله من لا فرض...........و اسمع منى ذالفايدة
...
فى ذالوقت يكون غوث اسمه علال........مولا براكة و نجدة و ارياسة
اهل المملكة و السر فتحولو لقفال..........و اهل الساعة سيدنا عنهم وصا
و الغوث سليمان حاضر لذو لقوال........عيسى لقرع و بوشعيب و بوعرصة
....
هذا قول الحق شفته............ فى وقت ان نقرا حرابى
يوم الاربعاء سمعته............من تاج الرسلا النبي
ابن طه خوذ نعته..............عنده تاليف الحسابى
فالايمان بان وقته.............ناس المذهب و الكتابي .
راجل ادريس يبان صوته......يظهر علمه كالذهابى
هاذ اليوم يجيه وقته.........و يكون التسريح قروبى
....
الناس العارفين يبقوا سعدا................انصرفوا فالجهر و انثبت القول
حق لا اله الا الله و الملايكة شهدا.......الا سمعتها من فم نبينا الرسول
قال الفرج قريب من يوم لغدا...........و انا باقي ننظر و عقلى مذهول
المنز المدحور غنمته فالبيدا...........اسعيت و كفيت و اغنمته بسهول
.....
الى ان يقول فى الاخير
.......
لا تقنط يا حزين و لا تكون فى شدة..........يجيهم قصيرة بجنده يدفع
و اتريح القلوب ذيك المعدودة..................مولانا ا رحيم بالرحمة يشفع
فاضت ويدان بعد ان كانت مسدودة...........كان المفتاح شاده عيسى لقرع
مرمى فالخزاين عند اهل العمدة..............كنت انا داك اليوم حاضر فالمجمع
و سليمان الغوث و اهل العبادة..............و او لياء الله قلوبهم بالذكر تخشع
عادولى حديث ما وقعشى فى بلدة..........اترجى ربي و اسجد سجدة و اركع
و ابقى ربعين يوم فى ذيك السجدة.........نادى منادى قاله بركاك ارفع
و الله ما يكون هاذ الشى لبدة..............و اتبسم كيف البدر مين اطلع
و امشى البشير فارح و ادخل لعبادة.....صلى الله على النبي يا من تسمع
و اتصنت ما يقول السيد بن عودة......اصله معلوم من ذرية المشفع
...
ملاحظة لقد لاحظتم انه يذكر الشاعر سيدى عيسى لااغواطى من اهل الجفر و لهدا قلت ان شعراء الجفر يدكرون بعضهم لانها امانة و علم الجفر علم الموهوب و يدكره بكنيته عيسى لقرع و يذكر بوشعسيب و هدا الامر مسلم بينهم و من لم يذكر اسمه فى جمهور اهل الجفر فلا يعتبر من هدا الميدان
و ملاحظة اخرى لقد دكر كلمة ..قريت حرابى ..و هنا الملحون يصحح و يؤكد بعضه بعضا ادا الكلمة قرا حراب و ليس حروف و لهدا لابد ان نتجول عبر القصائد
...
اذا سيدى امحمد بن عودة شاعر و ولي صالح حارب الاسبان فى بدايات القرن العاشر و شاعر من الرعيل الاول عاصر الكبار امثال بن خلوف و عيسى الاغواطى و بولطباق و بن عبيدة و بهدا القائمة تتوسع كما ترون و يتبين ان الجفر خاصية من خصائص الملحون الجزائري و يعتبر غرض يؤرخ للشعراء اولا و للاحداث ثانيا
و اتمنى ان اكون قد وفقت فى اظهار للاخوة الجزائريين ان ملحونهم اوسع مما يتصوؤرون
و من خلال التشريح المعمق للقصائد نقول ان بداية تاسيس الملحون كان بالقصائد الكاملة المهيكلة و الانطلاقة كانت صوفية دينية من الزوايا و ليس كل قول او كلام يعد من الملحون ...الملحون قصائد نوثقة كاملة مهيكلة . و عندما نقول ان بن خلوف اسس الملحون لا نقصد ابتكره و او ابدعه لان القول سبق بن خلوف و انما القصد ان بن خلوف هيكل النص و وضع اسس الوزن من الاهازيج الصوفية و لهدا يقول بن خلوف فى احدى قصائده ..امدحناك حنا سلالة ..و معناه ان من سبقوه فى عصره قالوا مدائح لكن كانت على شكل اقوال و اهازيج رتبها بن خلوف و هيكلها و يتضح هدا عندما انشر مقال اوضح فيه جدور الملحون و الزوايا و الاهازيج..و لهدا الامر يتطلب بحثا تقنيا و ليس مناشير باسلوب انشائى
ادا انطلاقة الملحون و النصوص المهيكلة كانت انطلاقة صوفية دينية و الجفر هو الركيزة الثانية للملحون بعد المدح و بن خلوف سلطان المديح و رائد الجفر بشهادة كل الشعراء
ان شاء الله سانشر فى كل مرة عن شاعر و ما اكثرهم مجهولون امثال الحبيب ولد دحو و الحاج خالد و الزناقى و بالوهرانى كلهم من شعراء الجفر
رحمهم الله
خ ي ش م
