بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد الأمين وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين.
إخواني اخواتي، كلما اقترب أول نوفمبر من جهة افرح بالذكرى التي تذكرنا بأبائنا الشرفاء الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة في سبيل إحياء هذا الوطن العزيز، ومن جهة أخرى لما أتذكر معاناتنا أتألم كثيرا واقول يا ليتى الشهيد يعود يوما ويعرف ماذا فعل الإستقلال بأهله وأبنائه ، لتعلم يا ابي الشهيد انت وجميع الشهداء العظماء أن زوجة الشهيد عملت منفظة وإبن الشهيد تشرد وجاع وتعرى وذاق كل مرارت الحياة ولازال هذا الهم يلاحقه إلى يومنا هذا.
لولا إيماني بالله ومبادئ ثورة نوفمبر المجيدة والرجال الأوفياء الساهرين على تأسيس دولة الحق ، لقلت غضبا أن أبائنا ظلموا فرنسا ومظلمتها هي التى ندفع ثمانها نحن الأبناء اليوم.
استغفر الله العلي العظيم والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار. وتحيا الجزائر.
هذه القصيدة كتبتها في أول نوفمبر من سنة 2014 تأسفت فيها كثيراً للموعنات التي عشنها.
تحت عنوان ( من الصغر ما شفنا راحة.)
وهذا المقطع الأخير منها.
الصغر ما شفنا راحة والكبر زاد إتلاف ** كل يوم حالنا يتكدّر ويزيد كُربة
أساء ما فوق الأسوء وشيان
بزاف ** صار كل شيء متشقلب ومخبلة الكبة
صار فرخ البومة يَتَعَدَّى على الساف ** ويهاجمه في وكره ويصد له الضربة
وَصار سلطان الغابة من النبيح هتراف ** والكلاب حوله تتراقص زاهية بطربة
والنّمِر المخيف مخوفه الخراف ** والثَّعالب تتلاعب وثبة بوثبة
راحوا الابطال الزعماء وبقى الخشلاف ** الصقور غابت وستخلفتها الغرنْبة
البِغال حرة والخيل محجلين الاطراف ** وَفي غياب الأسود القُرود نخبة
من كان ينهي على المنكر ردوه خراف ** وعزلوا التقي والنقي والشْريف نسبة
يقولوا حق المواطن بكلام سَفْساف ** والحقوق كامل حكروها عَنوة وغصبة
يوم استقلينا وزْعوا التِرْكة بإلهاف ** في حقهم البقرة وفي حقنا الذنبة
ستين سنة وضرع البقرة يسيل غرَّاف ** ولا يوم صح لنا من المحلوب حلبة
كل الحليب حِكرُُ لهم كِبار الاجواف ** البقرة لنا وحنا مشتاقين شربة
قصدي بلادنا ملكوها جعلوا ائتلاف ** ما بين أهل وأصهار وقُربة وصُحبة
تقاسموها ما بينهم انصاف انصاف ** هذا مالك شريكة وذاك ارض خصبة
اشراوها بثمن رمزي والعُقود تزياف ** والشاري هو البائع والشهود قُربة
نكثوا عهد الشهداء والحق ما ناف ** الحق ساكت ما ينطق وحنا نعيش نكبة
كبرنا أيتام ولازلنا عايشين ترداف ** المليح فينا عايش مخنوق وسط خربة
في كوخ واحد بالعشرة نرقدوا بتستات ** أما بيت الوضوء ننتظروا النوبة
صعب كثير نذكر سنين العمر عجاف ** همومنا بالعرمة وانا ذكرت حبة
صابرين ولا نيئس رب الكون كشاف ** أكيد سيأتي يوم تزوح ذا ضبابة
لله صبرك وصبري يا قليل لكتاف ** قلوب حكام العرب قاسية وصلبة
جاعلين العروبة والإسلام غلاف ** يدّعوا حب
الوطن ويشلخوه غتبة
وينظروا في الشعب العادي بنظرة استخفاف ** القلوب سوداء بغيضة والوجوه شحبة
ما تفرز ولد العربي من ولد چُوزاف ** تخاف من تختاره تلقاه ولد كلبة
انعزلوا اهل النزاهة والتاقين الاشراف ** وتقدموا حُسالة يعرفوا اللعبة
يتحايلوا ويهفوا ويظهروا الانصاف ** هذا الظاهر والخافي عايشين نهبة
النَزيه مول النية يحسبوه خواف ** يقولوا عليه مخلف ما يفيدنا بصحبة
الشرط في صحبتهم تكون وغد سخاف ** والحياء والشرف ما دير ليه حسبة
يحبوا الراشي والواشي ويحبوا الهفاف ** يسموا الرشوة قهوة ويحلوا الريبة
يخالفوا الشرع والسنة ويخالفوا الأعراف ** وكل يوم يبدعوا بدعة وكل يوم كذبة
يطفلوا على المعرفة ويجادلوا الحُصاف ** وإذا حضر العالم ما يعطوه نوبة
لو المالكي والشافعي والحنبلي ولحناف ** يجادلهم ذا الحثالة قول غلبة
يا رب سلط عليهم عذاب لحقاف ** ويارب لا تذر من الطاغيين حسبة
إن تذرهم ما يزيدوا إلا انحراف ** محال شجرة الدفلة ما دير عنبة
هيا ادعوا معي ربي يا الناس الاشراف ** إن شاء الله تفرج عنا وتسهل كل صعبة
وإن الله ربي يكرمنا بحكام أنظاف ** ما يخلوا أرض الشهداء تضيع سيبة .